إنتهت الجولة الاولى من المحادثات بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون وبين رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن التي عقدت في بيت السلام بقرية “بانمونجوم” الواقعة على خط الهدنة الفاصل في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين.
وغادر زعيم كوريا الشمالية الشاب الجمعة بموكبه وسيارته الليموزين محاطا باثني عشر حارسا شخصيا ركضوا على طول الطريق إلى الشمال لتناول طعام الغداء.
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان عقدا القمة التاريخية بعد مصافحة ترتدي رمزية كبيرة عند خط الحدود العسكرية الفاصلة بين الكوريتين.
وقال مون مبتسما “لقد سررت بلقائك”، قبل ان يعبر كيم الخط الاسمنتي الفاصل ليصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ الحرب الكورية (1950-1953).
وبدعوة من كيم، خطا الزعيمان بشكل وجيز الى الشمال قبل ان يتوجها سيرا على الاقدام الى بيت السلام وهو بناء من الزجاج والاسمنت في القسم الجنوبي من بلدة بانمونجون حيث تم توقيع الهدنة.
وصرح كيم في مستهل القمة “جئت مصمما على توجيه اشارة انطلاق على عتبة تاريخ جديد”، مضيفا انه يشعر ب”فيض من التأثر” ومتعهدا التحلي ب”الصراحة والجدية والصدق”.
وأعرب مون من جهته عن الامل في “التوصل الى اتفاق جريء من أجل أن نُقدّم للشعب الكوري برمته وللناس الذين يريدون السلام، هدية كبيرة”.
ورافقت كيم شقيقته ومستشارته المقربة كيم يو جونج ، وكذلك المسؤول الكوري الشمالي عن العلاقات بين الكوريتين. أما مون، فكان بجانبه رئيس استخباراته ومدير مكتبه.
والقمة تكريس للتقارب الملفت الذي تشهده شبه الجزيرة منذ أعلن كيم بشكل غير متوقع في الاول من يناير ان بلاده ستشارك في الالعاب الاولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في الجنوب.
ولقاء الرئيسين الكوريين هو الثالث من نوعه بعد قمتين لزعيمي البلدين في عام 2000 و عام 2007، وجاء خلاصة لأشهر من العمل لتحسين العلاقات بين الكوريتين مهدت الطريق للقاء محتمل بين الرئيس الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي.
ومنذ وصول كيم إلى الحكم أواخر عام 2011 اثر وفاة والده، عمد إلى تسريع وتيرة تطوير برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية، فبلغ التوتر في شبه الجزيرة ذروته.
وفي العام 2017، أجرت بيونج يانج تجربتها النووية الأقوى واختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الاراضي الأمريكية.
وكان التوتر بلغ ذروة مع تبادل اتهامات وشتائم بين كيم وترامب.
في المقابل، استغل مون مبادرة الشطر الشمالي للمشاركة في الالعاب الاولمبية من أجل اطلاق الحوار مع بيونج يانج موضحا ان القمة بين البلدين ستشكل أساسا للاجتماع بين جارة بلاده الشيوعية وواشنطن.
وأعرب البيت الابيض في بيان عن الامل بان تفضي القمة الى “مستقبل من السلام والازدهار لكامل شبه الجزيرة الكورية”.
وطالب ترامب الشطر الشمالي بالتخلي عن أسلحته النووية كما تطالب واشنطن بأن يكون نزع السلاح النووي تاما ويمكن التحقق منه ولا رجوع فيه.
وتطالب بيونج يانج بضمانات لم تحددها حول امنها قبل التباحث في ترسانتها.
وعندما توجه كيم الى بكين في مارس الماضي في اول زيارة له الى الخارج منذ توليه السلطة، نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة ان المسألة يمكن حلها اذا اتخذت سيول وواشنطن “اجراءات تدريجية ومتناسقة بهدف تحقيق السلام”.
وقد بثت شبكات الاعلام لقطات حية تظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ونظيره الجنوبي مون جاي-إن، وهما يغرسان شجرة تذكارية في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
وذكرت المراسلون أن الزعيمين يستخدمان مياه وتربة من الجانبين لغرس شجرة الصنوبر التذكارية التي يرجع تاريخها لعام 1953 عندما تم توقيع اتفاق الهدنة بين الكوريتين.
وبعد قيام الزعيمين بغرس الشجرة، أزالا الستار عن حجر يؤرخ هذه المناسبة، كُتب عليه عبارة (زٌرع السلام والرخاء)، كما يحمل الحجر اسمي الزعيمين وتاريخ المناسبة.