تواصل اعمال قمة أوروبية اليوم في بروكسل .. وتحديات كورونا والملفات الخارجية على أجندة المناقشات
يواصل قادة دول الاتحاد الأوروبي قمتهم التي انطلقت عبر الإنترنت أمس الخميس والتي تستمر اعمالها لليوم الجمعة، ويناقشوا خلالها مسألة التلقيح ضد فيروس كورونا ومواضيع عدة تتعلق بالسياسة الخارجية، خصوصاً العلاقات المتوترة مع تركيا وروسيا.
وقد دعا خلالها القادة الأوروبيون إلى «الإبقاء على قيود صارمة»، وتسريع التطعيم للجميع لمواجهة متحورات فيروس كورونا.
وقال قادة ورؤساء حكومات الاتحاد الأوروبى خلال القمة المرئية : «يبقى الوضع الوبائى خطرا والمتحورات الجديدة تطرح تحديات إضافية، علينا المحافظة على قيود صارمة مع تعزيز جهودنا لتسريع وصول اللقاحات».
وفى حين يزيد انتشار المتحورين البريطانى والجنوب إفريقى الخشية من ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير، تبقى حملات التلقيح فى الاتحاد الأوروبى بطيئة جدا وتعانى من التأخير فى تسليم جرعات اللقاح. ووعدت المفوضية الأوروبية بزيادة كبيرة فى الجرعات المتوافرة مع عمليات تسليم إضافية من مختبرات فايزر/ بايونتيك وموديرنا وجونسون أند جونسون.
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن تفاؤلها حيال تحقيق الهدف المتمثل بتلقيح 70% من سكان الاتحاد الأوروبى البالغين بحلول نهاية الصيف بفضل الزيادة المتوقعة فى تسليم المختبرات للقاحات.
وحذر رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال من صعوبات ستواجه حملات التلقيح فى الأسابيع المقبلة مضيفا أن الوضع الراهن صعب فى وقت تعانى فيه حملات التلقيح فى أوروبا من البطء. لكننى أريد أن أوجه رسالة تفاؤل نملك الوسائل لكى يلعب الاتحاد الأوروبى دورا رئيسيا للخروج من هذه الأزمة فى الأشهر المقبلة.. وناقش قادة الدول والحكومات كذلك إمدادات اللقاحات للدول الأخري.
واقترح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن توفر أوروبا والولايات المتحدة فى أسرع وقت ممكن، 13 مليون جرعة لقاح للقارة الإفريقية لتتمكن من تطعيم 5 و 6 ملايين من أفراد الطواقم الطبية.
وأكد شارل ميشال، فيما يتعلق بفيروس كورونا ، فإن أولويتنا القصوى هي تسريع حملات التطعيم في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. موضحا أنه “ينبغي تكثيف العمل الجاري لتعزيز إنتاج اللقاح ، وزيادة تسليم اللقاحات وضمان المزيد من الشفافية والقدرة على التنبؤ بالإمدادات”
شددت دول عدة في الاتحاد الأوروبي القيود لمواجهة الجائحة، يغذي بطء حملات التلقيح ومشاكل إمدادات لقاح أسترازينيكا الاستياء والتوترات.
وردا على ذلك، شددت المفوضية الأوروبية آلية الاشراف على تصدير اللقاحات التي أقرت في يناير ما أثار انتقادات لندن الوجهة الرئيسية للجرعات المصدرة من القارة الأوروبية.
وكان نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس قال خلال مؤتمر صحفي “يواجه الاتحاد الأوروبي وضعا وبائيا خطرا جدا ويستمر في تصدير كميات كبيرة إلى دول” تنتج لقاحاتها الخاصة أو تسجل تقدما في حملات التطعيم.
وكان يشير في حديثه إلى واقع أنّ الاتحاد الأوروبي صدّر نحو 10 ملايين جرعة من جميع اللقاحات إلى المملكة المتحدة لكنه لم يتلق في المقابل أي جرعة منتجة لديها، رغم أنّ العقد الموقع مع استرازينيكا ينص على إرسال جرعات من مصنعين في المملكة المتحدة.
وأوضحت المجموعة أنّ عقدها مع لندن يفرض عليها منح الأولوية للطلبات البريطانية.
بدورها، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من أن الاتحاد الأوروبي “يصدّر على نطاق واسع” ولكن “يجب السير في الطريق في كلا الاتجاهين”.
وإزاء هذا الوضع، أعلن دومبروفسكيس إدخال بروكسل “تعديلين على “الآلية الحالية” لمراقبة الصادرات بهدف “إيجاد حلّ للاختلالات” و”ضمان” إمدادات الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد.
وسارع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى التنديد بهذه الإجراءات وحذر من عواقب “الحواجز التعسفية” على لقاحات ضد فيروس كورونا.
وأكد الاتحاد الأوروبي والسلطات البريطانية الأربعاء العمل على حل “يخدم مصلحة الطرفين” لحل هذا التوتر.
وأعلنت شركة أسترازينيكا البريطانية-السويدية أنّ لقاحها المضادّ لكوفيد-19 فعّال بنسبة 76% في الوقاية من الأعراض المرضية للفيروس، وذلك بناء على بيانات محدّثة لنتائج تجربة سريرية جرت في الولايات المتحدة والبيرو وتشيلي.
وبذلك تكون أسترازينيكا قد خفّضت نسبة فعالية لقاحها من 79% قبل صدور هذه النتائج إلى 76% اليوم، في خطوة أقدمت عليها بعد أن أعربت الهيئة الأميركية الناظمة للقاحات عن قلقها من أن تكون الشركة قد استخدمت بيانات قديمة لتحديد مدى فعالية اللّقاح.
وقالت بريطانيا إنها قد تضع قريبا فرنسا على “قائمة حمراء” وتشدد عمليات التدقيق بالوافدين من فرنسا التي أضافت ثلاث مقاطعات إلى 16 مقاطعة أخرى خاضعة لتدابير بغية لجم انتشار المرض.
أما في الشؤون الدولية ، فأوضح رئيس المجلس الأوروبي “نريد الدفاع عن مصالحنا والتمسك بقيمنا والمساهمة بنشاط في تشكيل المستقبل العالمي، وحدتنا شرط مسبق لتأكيد نفوذنا” ومضى قائلا : ” فيما يتعلق بروسيا ، سأطلعكم على نتيجة اتصالاتي الأخيرة مع الرئيس بوتين قبل إجراء مناقشة أكثر استراتيجية حول هذه المسألة في اجتماعنا بالحضور الشخصي المقبل للمجلس الأوروبي”
وتركز القمة الأوروبية وفق رسالة الدعوة الموجهة من الرئيس الأوروبي على قضية التحول الرقمي الأقوى، “نريد تعزيز طموحنا، حيث نهدف إلى تحقيق التوازن الصحيح القائم على بناء سيادتنا الرقمية والحفاظ على اقتصاد مفتوح” كما شدد على الحاجة إلى صناعة أوروبية مرنة واستخلاص تداعيات الوباء بشأن أهمية السوق الموحدة، وسينضم رئيسا البنك المركزي الأوروبي ومجموعة اليورو يوم الجمعة للقمة الأوروبية لمناقشة الدور الدولي لليورو.
المصدر: وكالات