اتفق البيت الأبيض والكرملين على عقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بلد ثالث الشهر المُقبل. وهناك تلميحات بأن الاجتماع سيُعقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيسان بعد انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في منتصف يوليو، وبالتزامن مع زيارة ترامب لبريطانيا.
وقال أحد المسؤولين في الكرملين إن موعد ومكان انعقاد القمة ستُعلنه موسكو وواشنطن اليوم الخميس.
ويأتي هذا الإعلان بعد اجتماع بين بوتين ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون.
وقال ترامب للصحفيين إنه سيناقش نظيره الروسي في بعض القضايا المُلحة مثل الحرب في سوريا والوضع في أوكرانيا.
وتقول “سي إن بي سي” الأمريكية إن هناك عدد كبير من الملفات المتوقع طرحها على طاولة محادثات الزعيمين، إلا أن الخبراء والمحللون يستبعدون أن ينتج عن هذه القمة أي نتائج حقيقية ملموسة.
يرى يوجين تشاوسوفسكي، كبير المحللين في شركة الاستخبارات الجيوسياسية ستراتفور، أن ترامب يحاول احراز تقدم في سياسته الخارجية بعد الإشادة التي تلقاها عقب لقائه بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في 12 يونيو الجاري، لذلك ضغط من أجل عقد اجتماع مع بوتين.
يستبعد تشاوسوفسكي أن ينتج عن الاجتماع أي اتفاق استراتيجي كبير، رغم توقعاته بأن يقدم الطرفان بعض التنازلات الصغيرة.
ويقول ماتيو بوليج، الباحث في معهد تشاتام هاوس للسياسات المستقلة: “في نهاية المطاف، لن يتوصل ترامب وبوتين إلى حلول للعديد من القضايا الملحة مثل التدخل في أوكرانيا أو الحرب في سوريا، إلا أن الجانبين سيصدران بيانات رمزية مليئة بعبارات المدح والثناء”.
وذكرت”سي إن بي سي” أن العلاقات الأمريكية الروسية تدهورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة الماضية، بعد اتهام واشنطن لموسكو بانتهاك القوانين الدولية، وبدأ ذلك بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وهي الخطوة التي ادانتها الولايات المتحدة وحكومات الدول الغربية.
وأثر التدخل الروسي في سوريا على شكل العلاقات بين البلدين، خاصة وأن بوتين أكبر داعمي الرئيس السوري بشار الأسد، فيما دعمت الولايات المتحدة المعارضة المعتدلة.
علاوة على ذلك، فإن بوتين متهم بمحاولة التدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 لمساعدة ترامب على تولي الرئاسة.
وطردت الولايات المتحدة 60 دبلوماسيًا روسيًا من أراضيها في مارس الماضي، ردًا على اتهامات روسيا بمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا.
وتقول “سي إن بي سي” إنه بالنظر إلى الظروف الحالية، ستسعى روسيا إلى تحقيق ربح من المحادثات مع ترامب، وربما ستحاول اقناعها بتخفيف حدة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وفقا لتشاوسوفسكي، فإن السؤال هنا يتمثل في هل الولايات المتحدة مستعدة لتقديم التنازلات لروسيا؟، ويقول: “أبدى ترامب استعداده لرفع العقوبات الاقتصادية على روسيا، ولكنه لم يستطع إقناع الكونجرس”.
ورغم أهمية هذا اللقاء، يقول تشاوسوفسكي إن الزعيمين لن يتوصلا إلى أي شيء في جلسة واحدة فقط. ويتابع: “ولكن من الجيد أن يجلسان معًا ويتحدثان عن الأساسيات”.
حسب سي إن بي سي، فإن أكثر ما يشغل الإدارة الأمريكية خلال تحضيرها للقمة هو تجنب سوء التواصل مع روسيا، لأن ارسال أي رسالة غير واضحة فيما يتعلق بالقضايا السياسية من شأنه التأثير على العلاقات بين البلادين، وقد تتصاعد حدة الأمر وتصل إلى العمل العسكري.
وفي ظل مزاعم تواطؤ حملة ترامب الانتخابية مع مسؤولين روس خلال انتخابات الرئاسة عام 2016، تقول الشبكة الأمريكية إن الاجتماع قد يكون فرصة جيدة لترامب يُظهر فيها لشعبه أنه يتعامل بصرامة مع روسيا من جهة، ويؤكد لبوتين أنه ما يزال يرغب في تقوية العلاقات بين البلدين من جهة أخرى.
ويرى المحللون أن ترامب يسعى لتحسين علاقته الشخصية ببوتين، في الوقت الذي يشعر فيه المسؤولين في إداراته بالعداء الشديد تجاه موسكو، موضحين أن الرئيس الأمريكي يحاول تحسين سمعته وتأكيد قدرته على التوصل إلى اتفاقات، وتكوين علاقات قوية مع مسؤولين كبار، كما فعل مع كوريا الشمالية.
قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية، إنه على ثقة تامة بأن مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية ستطرح في القمة. وزعم أن إدارة ترامب تعاملت بطريقة أشد قسوة مع روسيا مقارنة بالإدارات السابقة.
وأكد بومبيو أن ترامب سيعمل على إجراء محادثات مُثمرة مع بوتين، تساعد على تحسين العلاقات بين البلدين.
المصدر:وكالات