زاد سقوط حلب في قبضة قوات الحكومة السورية التي تدعمها روسيا وإيران القلق في إسرائيل من تهديدات محتملة لحدودها وتغيير أوسع في خريطة المنطقة.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلق إسرائيل العميق من طهران التي قويت شوكتها ونفوذ الجماعات التابعة لها في سوريا بعد سحق مقاومة المعارضة المسلحة في حلب.
وفي اجتماع مع رئيس قازاخستان نور سلطان نزارباييف في استانة سئل نتنياهو إن كان لديه رسالة يود أن يوجهها للرئيس الإيراني حسن روحاني الذي سيزور قازاخستان الأسبوع المقبل.
ونقلت صحيفة جيروزالم بوست عن نتنياهو قوله وهو ينظر إلى رئيس قازاخستان “لا تهددنا… لسنا أرنبا ولكننا نمر… إن هددتنا فإنك تعرض نفسك للخطر.”
وعندما سأله نزارباييف إن كان يعتقد حقا أن إيران تريد تدمير إسرائيل رد نتنياهو قائلا “نعم أعتقد”.
ومنحت الحرب السورية المستعرة منذ أكثر من خمسة أعوام إيران التي دعا زعيمها الأعلى إلى القضاء على إسرائيل المزيد من النفوذ في المنطقة.
ويمتد نفوذ طهران من أفغانستان وحتى البحر المتوسط سواء عبر الحرس الثوري الإيراني أو الفصائل الشيعية الموالية لها خاصة حزب الله اللبناني.
وبجانب المخاوف من زيادة تدفق الأسلحة تملك إيران حاليا منفذا على البحر المتوسط عبر ميناء طرطوس على الساحل الجنوبي السوري وتشعر إسرائيل بقلق من أن حزب الله الذي يحظى برعاية إيرانية قد يشن هجمات جديدة على أراضيها.
ووقعت حوادث حدودية معزولة في الأشهر الأخيرة وخاضت إسرائيل حربا ضد حزب الله في عام 2006 قتل فيها أكثر من ألف لبناني و160 إسرائيليا. وتسببت الحرب في نزوح أعداد كبيرة من السكان في إسرائيل ولبنان ودمرت البنية التحتية في جنوب لبنان ومناطق من بيروت.
ورغم تكبد حزب الله خسائر في القتال داخل سوريا إذ تشير تقديرات إسرائيلية إلى مقتل 1700 وإصابة سبعة آلاف إلا أن محللين إسرائيليين ومستقلين يقولون إن الجماعة اللبنانية الشيعية عوضت ما خسرته من أسلحة وتملك حاليا ترسانة تضم مئة ألف صاروخ على الأقل.
وفي الأسابيع الأخيرة استهدفت ضربات جوية لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها جنوب سوريا ومناطق قرب دمشق، وأشارت سوريا بأصابع الاتهام إلى إسرائيل التي لاذت بالصمت.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الأسبوع الماضي إن إسرائيل تعمل على “منع تهريب أسلحة متقدمة وعتاد عسكري وأسلحة دمار شامل من سوريا إلى حزب الله.”
وقال آفي ديختر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالبرلمان والرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي إن إيران حاولت مرارا نقل قوات إلى مرتفعات الجولان السورية إلى جوار المنطقة التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وأضاف- في تصريح- أن هذه المحاولات أجهضت لكنه قال إنه مع تدفق الأموال وزيادة إحساسها بالثقة بعد اتفاق العام الماضي مع القوى العالمية لكبح برنامجها النووي فإن إيران قد تقوم بمحاولات أخرى لاختبار رد إسرائيل.
وقال ديختر “إيران لديها خطة إستراتيجية… ربما تحرك قوات إيرانية إلى قرب إسرائيل سواء الحرس الثوري وهم إيرانيون أو غيرهم من (جماعة) حزب الله أو ميليشيا الباسيج وهما غطاء جيد لهم (الإيرانيين).”
وبجانب التهديد من إيران والجماعات التابعة لها حذر ديختر من أن تثق إسرائيل في روسيا أكثر من اللازم، ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يملك قدرات نووية رغم انتهاجه سياسية قائمة على الغموض.
وتعتبر الحكومة الإسرائيلية موسكو حليفة لكن ديختر يقول إنها (روسيا) قد تغير موقفها إذا تعرضت مصالحها للتهديد.
ويعتقد ديختر أن لروسيا طموحات بعيدة المدى في الشرق الأوسط قد تحدث تغييرات جذرية في حدود المنطقة استنادا على كيفية تعامل الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ديختر “هذان الزعيمان لن يفكرا فقط على الأرجح بل سيتحركا من أجل صنع ما نصفه بالشرق الأوسط الجديد.”
ووصف ديختر روسيا بأنها “صاحبة القرار الأعلى” في سوريا لكنه أكد أن القلق الحالي يتعلق بإيران وحزب الله.
وقال “لا ننوي السماح لحزب الله باختبار أسلحته المتقدمة لأنه لا توجد أهداف أخرى في الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل عندما يفكر حزب الله وإيران في شن هجوم.”
وأضاف المسؤول الإسرائيلي قائلا “إسرائيل ستوقف هذا بكل الوسائل سوءا بالتأهب أو التحرك أو أي وسائل أخرى.”
المصدر: رويترز