دخلت مصفاة كار للنفط في إقليم كردستان شمالي العراق في مرمى الصراع حول تشكيل الحكومة العراقية، حيث حملت الصواريخ الستة التي استهدفتها رسائل “تهديد” لحماية مصالح إيران في البلد المأزوم، وفق خبراء.
وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب في كردستان العراق أن 6 صواريخ سقطت قرب مصفاة كار بأربيل وأنها أطلقت من محافظة نينوى، وخلَّف القصف حريقا تم السيطرة عليه بأحد خزانتها.
وشركة كار للطاقة التي تدير المصفاة، تعود لرجل الأعمال باز رؤوف كريم برزنجي، الذي قصفت طهران منزله في أربيل 13 مارس بزعم أن المبنى تابع للموساد الإسرائيلي، وهو ما نفاه برزنجي.
وفي أبريل سقطت 3 صواريخ قرب المصفاة.
وحمَّل مجلس أمن إقليم كردستان العراق، جماعتي “عصائب أهل الحق” و”لواء 30″ التابعتين لـ”الحشد الشعبي” الذي تدعمه إيران مسؤولية الهجمات، واصفا إياهم بأنهم “إرهابيون” وسيدفعون الثمن.
وتصل الطاقة التكريرية للمصفاة ما بين (80-100 ألف برميل يوميا)، وتشكل أهمية كبرى لإقليم كردستان العراق لمده بالطاقة.
ويدور خلاف حول النفط بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الإقليم صاحب الحكم الذاتي، حين أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في فبراير حكما بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة كردستان العراق، الصادر 2007، وإلزام الإقليم بتسليم الإنتاج النفطي للحكومة، وهو ما رفضته أربيل.
وكانت حكومة كردستان العراق قررت 2014 بيع النفط بمعزل عن بغداد، بعد خلافات معها وأزمة مالية خانقة، فيما تحاول طهران استغلال هذا الخلاف لإبعاد أربيل أكثر عن بغداد.
وذكرت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة أن هذا “العمل الجبان” هدفه التأثير على إمدادات الطاقة الكهربائية.
وسبق أن اشتعلت أزمة بين العراق وإيران بعد تقليل الأخيرة إمدادات الغاز التي يحتاجها العراق لتشغيل محطات الكهرباء.
وفي تقدير المحلل السياسي محمود جابر فإن استهداف مصفاة “كار” ضغط من طهران على كردستان العراق لإجبار زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني على التراجع عن دعم التيار الصدري.
وتضرب العراق أزمة شديدة نتيجة خلاف بين تحالف “إنقاذ وطن”، الذي يقوده التيار الصدري الفائز الأول بانتخابات أكتوبر، ويصر على تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا تضم القوى الخاسرة الموالية لطهران، وتحالف “الإطار التنسيقي”، الذي يضم قوى موالية لإيران، ويصر على حكومة توافقية.
وعلى هذا، يرى جابر أن إيران تضغط لعدم تشكيل حكومة إلا إذا ضمت حلفائها.
ويتفق ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى بالقاهرة الملا ياسين رؤوف في أن الهجمات تهدف للضغط على الأكراد ليضغطوا بدورهم على الصدر لضم “الإطار التنسيقي” في الحكومة، وهو ما لا تستبعده ريزان شيخ دلير أيضا.
رسالة رابعة وخامسة من استهداف مصفاة “كار” وأماكن أخرى في كردستان العراق وهما الضغط على الإقليم كي لا يدعم الأكراد المعارضين داخل إيران، وفقا لجابر.
ولفت كذلك إلى أن كردستان العراق يعاني من تنافس إيراني تركي، وطهران تزيد من تدخلاتها لتحجيم النفوذ التركي.
المصدر : سكاى نيوز عربية