أكد الأثرى ولاء الدين بدوى الباحث فى الآثار الإسلامية والقبطية ورئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بمتحف الحضارة أن قصر السكاكينى يعد من أقدم قصور مصر وقد تم بناؤه عام 1897م على يد حبيب باشا السكاكيني وعلى الرغم من أنه مصنف ضمن آثار القاهرة وتتخذه منطقة آثار وسط القاهرة مقرا إداريا لها إلا أنه يعاني من الإهمال الشديد سواء من خارجه أو داخله.
وقال بدوى إن قصر السكاكينى يقع في ميدان السكاكيني وسط مدينة القاهرة وتحديدا في منطقة الظاهر المزدحمة بالسكان ويكاد حاليا يختفي وسط غابة من الأبنية المتهالكة التي لا تملك أي حس جمالي وبينما تمر بميدان السكاكيني دون ملاحظة وجوده خاصة ليلا حيث يختفي القصر كليا في ظلام الميدان .
وطالب بضرورة الاهتمام بقصر السكاكينى لأهميته الأثرية والتاريخية والمحافظة على الأسلوب المعمارى الفريد الذى جمع في طرازه المعماري مختلف فنون العمارة بمدارسها التي تتنوع فيها العمارة الإسلامية, والفرعونية بل والصينية أيضا إلى جانب فنون النهضة الأوروبية .
وأضاف أن المنطقة التي يوجد بها قصر السكاكيني كانت قبل بنائه عبارة عن بركة مياه على الجانب الشرقي للخليج المصري تعرف ببركة “قراجا التركماني” قبل أن تؤول ملكيتها وما حولها إلى السكاكيني باشا بحكم مرسى المزاد الصادر من محكمة مصر المختلطة في العاشر من يونيو عام 1880 وسميت المنطقة بعد بناء القصر على اسم صاحب القصر حبيب باشا السكاكيني السورى الأصل الذى هاجرت أسرته إلى مصر في القرن الـ19 عندما كان عمره 16 عاما وأصبح في النهاية من المقاولين الأثرياء في ذلك الزمان.
وأوضح بدوى أن القصر بنى على الطراز الإيطالي حيث بنته شركة إيطالية كلفها حبيب باشا السكاكيني على أن يكون نسخة من القصر الذي شاهده في إيطاليا ووقع في غرامه وقد اختار لقصره موقعا جذابا يشع منه 8 طرق رئيسية وبالتالي أصبح القصر نقطة مركزية في المنطقة ولم يكن الحصول على مثل هذا الموقع سهلا في ذلك الوقت لكن علاقة السكاكيني باشا مع الخديوي فى ذلك الوقت سهلت هذه المهمة .
وأشار إلى أن القصر بقبابة مخروطية الشكل وبتصميمه العائد للعصور الوسطى يبدو حاليا في غير مكانه وسط المباني الحديثة والزحام الشديد والنظرة للقصر من الخارج لن تعطى الانطباع الصحيح أبدا عن مساحته الشاسعة التى تبلغ 2698 مترا مربعا ويضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه لخمسة طوابق, ويحتوى على أكثر من 400 نافذة وباب و300 تمثال ومنها تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر وعلى الرغم من عدم اتساع الحديقة المحيطة بالقصر إلا أنها ساعدت على عزل القصر نوعا من المباني الحديثة من حوله .
وتابع أنه في عام 1923 توفى حبيب باشا السكاكيني وقسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة حيث قام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة وفي عام 1983 صدر قرار وزاري من وزارة الصحة بنقل متحف التثقيف الصحي إلى المعهد الفني بإمبابة وتم نقل بعض المعروضات إلى إمبابة والبقية تم تخزينها وقتئذ في بدروم أسفل القصر.
وأكد أنه تم تسجيل هذا القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1691 لسنة 1987 ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار وبالرغم من ذلك لم يحظ إلى الآن بأي اهتمام وهو مفتوح للزوار الذين يكون أغلبهم من طلبة الفنون حيث يقضون فيه الساعات لدراسة التماثيل والزخارف التي تملأ القصر.
المصدر : أ ش أ