استعانت قبرص بالبومة البيضاء والأفاعي لحماية أشجار الخروب، التي تشتهر بها منذ الأزل هذه الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط، التي كانت سلعة تصديرية مزدهرة، إلا أنه تتهددها الآن الجرذان ومشروعات التنمية العمرانية.
ومنذ أبريل الماضي بدأ أنصار الحفاظ على البيئة في مزارع الخروب التي ترجع نشأتها إلى قرون مضت قرب السواحل الجنوبية لجزيرة قبرص في أعداد أعشاش للبومة البيضاء، وللأفاعي غير السامة لاسيما الثعبان الأسود، في إطار الجهود الرامية إلى عدم استخدام السموم، لإبعاد قطعان الجرذان التي تفتك بأشجار الخروب، والاستعانة بالأعداء الطبيعية لها.
وقال مينيلاوس ستافرينيديس، وهو أستاذ مساعد بجامعة قبرص للتكنولوجيا والمنسق الميداني لهذا المشروع “أشجار الخروب مهمة لقبرص من الوجهتين التاريخية والثقافية. إنها سمة مميزة للجزيرة وللناس الذين يعيشون عليها إنها مصدر مهم للدخل”.
وخلال ستينيات القرن الماضي، كانت قرون الخروب من السلع التصديرية الأساسية للجزيرة، وكان متوسط حجم الإنتاج يصل إلى 53 ألف طن سنويا، مما جعل قبرص ثالث أكبر مصدر للخروب على مستوى العالم.
وتستخدم الحبوب الموجودة بقرون الخروب في صناعة صمغ وعلكة حبوب الخروب، وهي مستحلبات نباتية تدخل بكثرة في الصناعات الغذائية.
ولا تحتاج زراعات الخروب إلى رعاية خاصة، إذ تكفي عمليات تقليم الأشجار بين الحين والآخر، ومن ألد أعداء نبات الخروب الجرذ الأسود الذي يقرض قلف هذه الاشجار، وفي حالة عدم القضاء على الجرذان فإنها يمكن أن تأتي على مجموع الشجرة الخضري لتهلك ببطء.
وكالات