تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة حراك من المقاومة من نوع آخر ربما ينذر بوجود انتفاضة جديدة بعد انتفاضة الحجارة الأخيرة لتنطلق انتفاضة السكاكين خاصة مع تكرار حوادث الطعن التى يقوم بها الشباب الفلسطيني لجنود الاحتلال الإسرائيلي
فلقدشهدت الأوضاع فى الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة وأراضى 48 المزيد من الاحتقان والتوتر خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث تصاعدت المواجهات اوسقط المزيد من الشهداء والمصابين واُعتقل العشرات من الفلسطينيين فى عدة مناطق، بينما تواصلت عمليات الطعن بحق إسرائيليين، فى الوقت الذى حذر فيه الاتحاد الأوروبى من «تصاعد العنف».
قالت الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينيين مسلحين بسكاكين ومسدس قتلوا شخصين على الأقل وأصابوا آخرين في هجمات بالقدس وضاحية بمدينة تل أبيب يوم الثلاثاء فيما دعت جماعات فلسطينية إلى “يوم غضب”.
وذكرت وسائل اعلام إسرائيلية أن فلسطينيين أطلقا النار وطعنا ركابا في حافلة بالقدس فقتلا شخصا وأصابا خمسة. وقال متحدث باسم هيئة الإسعاف إن أحد المهاجمين قتل واعتقل الآخر.
وقالت الشرطة إنه بعد ذلك بدقائق اقتحم فلسطيني بسيارته محطة للحافلات في وسط القدس ثم نزل من السيارة وبدأ يطعن المارة فقتل شخصا على الأقل واصاب آخرين عدة. وأضافت أنه تم “تحييد” المهاجم دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل.
وكان مسؤولون وشهود قالوا إن فلسطينيا طعن إسرائيليا وأصابه بجروح طفيفة صباح اليوم في شارع تجاري بمنطقة رعنانا التي تقع شمالي تل أبيب.
وأظهر فيديو صوره أحد الهواة ووزعته الشرطة عددا من الأشخاص وهم يركلون ويضربون المهاجم المزعوم فيما تم طرحه أرضا. وقالت هيئة الإسعاف إنه أصيب بجروح بالغة.
وذكرت الشرطة وتقارير اعلامية أن فلسطينيا آخر مسلحا بسكين نفذ هجوما في رعنانا في غضون ساعة من الهجوم الأول فأصاب أربعة اشخاص.
واستشهد، صباح الإثنين، شاب فلسطينى، برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلى عند باب الأسباط بمدينة القدس المحتلة، وادعت شرطة الاحتلال الإسرائيلى أن الشاب الفلسطينى طعن شرطياً إسرائيلياً بسكين، موضحة أن شرطيين آخرين فى المكان أطلقوا الرصاص على هذا الشاب، مما أدى إلى استشهاده.
وفى وقت لاحق الإثنين، أُصيبت سيدة فلسطينية برصاص الشرطة الإسرائيلية، بعد أن طعنت أحد أفراد حرس الحدود الإسرائيلى بالسكين، قرب مقر قيادة الشرطة فى حى الشيخ جراح فى القدس، بحسب شرطة الاحتلال.
كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن قواتها قتلت فلسطينيًا واعتقلت آخر بعد أن نفذا عملية طعن فى مستوطنة بسغات زئيف، شمالى القدس الشرقية. وقال ميكى روزنفيلد، المتحدث بلسان الشرطة الإسرائيلية، إن إسرائيليين 2 أُصيبا فى حادث الطعن، واصفًا جراحهما بـ«الخطيرة».
وعملية الطعن هذه هى الـ18 ضد يهود وإسرائيليين منذ 3 أكتوبر الجارى، لذا أطلق بعض المحللين على المواجهات الجارية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة اسم «انتفاضة السكاكين» أو «انتفاضة الطعنات».
وكان طفل فلسطينى، يُدعى أحمد شراكة، استشهد فى الـ13 من عمره، مساء الأحد، إثر إصابته برصاص حى فى رقبته، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلى على مدخل رام الله الشمالى، وفق مصدر فى وزارة الصحة الفلسطينية. وبالأمس، تجمع آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال، للمشاركة فى تشييع جثمان شراكة، ولُف جثمان الطفل بالعلم الفلسطينى والورود قبل تشييعه فى المسجد فى مخيم الجلزون قرب رام الله.
وأصيب 181 فلسطينياً فى مواجهات واسعة اندلعت، الأحد، بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية فى القدس وضواحيها، بحسب الهلال الأحمر الفلسطينى، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة 75 فلسطينياً خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلى فى كل من رام الله ونابلس وطولكرم فى الضفة الغربية. كما أعلنت مصادر طبية عن إصابة 20 شاباً بإطلاق نار من الجيش الإسرائيلى استهدفهم لدى تظاهرهم قرب السياج الفاصل فى مناطق متفرقة شرق قطاع غزة.
واعتقلت قوى الأمن الإسرائيلية 50 فلسطينياً فى الضفة الغربية والقدس، ليلة الأحد، حسب بيانين أصدرهما الجيش والشرطة.
وامتد التوتر الذى بدأ قبل أسابيع فى القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين إلى العرب فى إسرائيل، حيث أقدم شاب عربى إسرائيلى (20 عاماً)، مساء الأحد، على دهس جنديين بسيارة، وقام بعدها بطعن مدنيين إسرائيليين بعد أن غادر سيارته بالقرب من كيبوتس جان شمويل، الأحد، وفق الشرطة التى قالت إنها اعتقلت المهاجم.
ويعد هذا أول هجوم بالسكين ينفذه شاب عربى إسرائيلى يؤدى إلى إصابات، بعد أن شهرت امرأة عربية إسرائيلية سكيناً فى وجه قوى الأمن الذين أردوها قبل أن تهاجم أحداً.
وتظاهر إسرائيليون عرب، مساء الأحد، فى شمال إسرائيل، وقطعوا الطرقات وأحرقوا إطارات مطاطية، بحسب شرطة الاحتلال، فى حين دعت لجنة المتابعة العربية العليا إلى إضراب شامل، اليوم، فى البلدات العربية فى إسرائيل، بالإضافة إلى مظاهرة فى بلدة سخنين.
وفى الوقت ذاته، زعمت وسائل إعلام عبرية أن صاروخاً أطلق من غزة، ليل أالأحد، سقط فى المجلس الإقليمى «أشكول» المحاذى لجنوب قطاع غزة، دون أن يوقع إصابات.
ومنذ مطلع أكتوبر الجارى، تتصاعد أرقام الشهداء والجرحى والمعتقلين، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 26 شخصاً، بينهم 8 أطفال فى الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، فيما أحصت وزارة الصحة الفلسطينية أكثر من 1300 مصاب بجروح، فضلاً عن عشرات المعتقلين، فى حين قتل 4 إسرائيليين منذ بدء المواجهات.
ودوليًا، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجرينى، إنها أجرت اتصالين هاتفيين بالرئيس الفلسطينى، محمود عباس، ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، «بشأن تصاعد العنف»، وكتبت فى تغريدة: «يجب وضع حد لأعمال الإرهاب وتفادى ردود الفعل غير المتناسبة» مع الفعل.
وبدوره، دعا رئيس الوزراء الفلسطينى، رامى الحمد الله، الاتحاد الأوروبى إلى الضغط على إسرائيل لإلزامها بوقف «تصعيدها العسكرى» ضد الفلسطينيين.
من جانبها، صادقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، بالإجماع على مشروع قانون يحدد الحد الأدنى من عقوبة من يلقى الحجارة والزجاجات الحارقة بالسجن 4 أعوام.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلى، موشيه يعالون، الإثنين إن إسرائيل لا تتجه نحو التصعيد ولا تنوى تغيير الوضع القائم فى الحرم القدسى، لكنه أضاف محذراً: «إننا لن نتحمل تشويش مجرى الحياة فى الدولة وسنتعامل مع الإرهاب بيد من حديد»، على حد قوله.
وبعدما أوصى نتنياهو بـ«مواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل اعتبار الحركة الإسلامية خارجة عن القانون»، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الإثنين، اعتقال الشيخ يوسف أبوجامع، رئيس الحركة الإسلامية فى مدينة رهط، جنوبى إسرائيل، الأحد.
المصدر: وكالات