تحتفل مصر يوم 9 سبتمبر من كل عام بعيد الفلاح؛ اعترافا بالدور الكبير الذي يقوم به الفلاح، الذي لا يقل أهمية عن غيره من أصحاب المهن الأخرى.
وتصادف اليوم الذكري الـ69 لـ”عيد الفلاح المصري”، وهو اليوم الذي صدر فيه قانون الإصلاح الزراعي عقب الثورة، التي قام بها الضباط الأحرار في 23 يوليو عام 1952.
عندما قام الرئيس جمال عبدالناصر بانتزاع الأراضي الزراعية من الإقطاعيين، وتوزيعها على صغار الفلاحين بمعدل 5 أفدنة لكل فلاح، وبعدها صدر قانون الإصلاح الزراعي الذي حدد سقف الملكية الزراعية، للقضاء على نظام بهدف تحقيق العدالة وإنصاف الفلاحين، في محاولة لإنصاف الفلاح المصري الذي عانى كثيرا من الظلم والاستبداد.
لم تكن ثورة يوليو وحدها من أنصفت الفلاح، حيث جاءت ثورة 30 يونيو لتحقق مكاسب جديدة للفلاح المصرى ليواكب التقدم التكنولوجى، واتجهت الدولة لرقمنة الخدمات المقدمة للمواطنين في إطار التحول إلى المجتمع الرقمى المنشود.
شهدت السنوات السبع الماضية، طفرة كبيرة في المشروعات الخاصة بالنظام الزراعي، ونلقي -في السطور التالية- الضوء على هذه المشروعات وآخر المحطات التي وصلت إليها.
**مشروع كارت الفلاح
منظومة الحيازة الإلكترونية “كارت الفلاح”، هي إحدى المنظومات التي أطلقتها الدولة لحماية حقوق الفلاح، فهي تعود بالنفع على الدولة والفلاح، كما أنه يسهل على الدولة توجيه مستلزمات الإنتاج لمن يستحق.
وتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، الأولى كانت في محافظتي بورسعيد والغربية، والثانية (سوهاج، وأسيوط، والشرقية، والبحيرة)، فيما تستعد الوزارة حاليا لإطلاق المرحلة الثالثة في 6 محافظات، وتم البدء بمحافظتي القليوبية والمنوفية وبعدها الفيوم، والجيزة، والأقصر، والدقهلية.
**مشروع الاستزراع السمكي
أولت القيادة السياسية أهمية كبيرة لمشروعات الاستزراع السمكي، لتنمية الثروة السمكية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، عبر الوصول بالإنتاجية إلى مليوني طن بنهاية عام 2022، وكذلك توفير عشرات الآلاف من فرص العمل.
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشروع بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، في نوفمبر 2017، وهو المشروع الأكبر على مستوى مصر والشرق الأوسط في هذا المجال، ومن أبرز مشروعات الاستزراع السمكي، حيث يتكون المشروع، الذي نفذه جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، من إجمالي 1359 حوضا من الأسماك لإنتاج 6350 طنا خلال الدورة الواحدة.
ويتضمن المشروع، المنطقة الصناعية للأسماك التي تضم مصنعا لتعبئة وتصنيع الأسماك بطاقة 100 طن يوميا، ومصنع أعلاف بطاقة 180 ألف طن أعلاف أسماك سنويا، ومن بين مشروعات الاستزراع السمكي أيضا المزارع السمكية بشرق بورسعيد، حيث تقام المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 14398 مترا مربعا بإجمالي 5331 حوضا، ومؤخرا تم البدء في تنفيذ مشروع المزارع السمكية في منطقة الديبة غرب بورسعيد.
** مشروع الصوب الزراعية
من أضخم وأهم المشروعات التي شهدتها مصر، التي تخدم الزراعة والفلاح بشكل كبير، حيث انتشر مصطلح الصوب الزراعية بشكل كبير خلال السنوات الماضية، التي تُعد من الأساليب الزراعية الحديثة، وإحدى الوسائل الآمنة لإنتاج المحاصيل الزراعية وحمايتها من التلوث الخارجي، فهي تحافظ على حماية المزروعات من الظروف المناخية والحشرات.
وتتميز الصوب الزراعية بأن القيراط الواحد من إنتاجها الزراعي يعادل إنتاج فدان كامل من الأراضي المكشوف، كما أن الصوبة الزراعية توفر 45% من المياه وتتيح أحيانًا إنتاج 4 أو 5 أضعاف نظيرتها من الزراعات المكشوفة.
**مجمع الإنتاج الحيواني المتكامل
يعد مجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بمدينة يوسف الصديق في الفيوم، من أبرز المشروعات التي نفذتها الدولة في مجال الثروة الحيوانية.
وقد افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي في ديسمبر 2019، على مساحة 485 فدانًا، ويشتمل على 3 مزارع تربية وتسمين الماشية، بإجمالي طاقة استيعابية 18 ألف رأس ومجزر آلي، بتكلفة 1.5 مليار جنيه.
واستهدف المشروع تقليل الفجوة الغذائية وتوفير البروتين الحيواني بالكميات والجودة والأسعار المناسبة، مع خفض معدل الاستيراد لمنتجات اللحوم والألبان، والمساهمة في تدعيم التنمية الشاملة للدولة وتعزيز أمنها القومي، وإتاحة العديد من فرص العمل المناسبة لمختلف التخصصات، وذلك بالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة.
ويضم المجمع أكبر مركز علمي للأبحاث والتدريب البيطري على مساحة 13 ألف متر مربع، حيث تم تخصيص جزء من مساحته لبناء قاعات محاضرات ومعامل لصالح منظومة العمل البيطري وتدريب طلاب كليات الطب البيطري.
** مشروع المليون ونصف فدان
يعد من المشاريع الرائدة فى مجال التنمية الزراعية لتأمين الغذاء وإنشاء مجتمعات عمرانية وخلق فرص عمل لقطاع الشباب من خلال العمل على طرح أراضى لهم وتقديم تسهيلات للمستثمرين.
يشمل المشروع مساحات واسعة، نقطة انطلاقها من الصعيد وسيناء والدلتا وجنوب الوادي وبدأ تنفيذه في 8 محافظات وهي: أسوان والمنيا ومطروح والوادى الجديد وقنا والإسماعيلية والجيزة وجنوب سيناء وتم اختيارهم بناء على قربهم من شبكة الطرق القومية والمناطق الحضارية وخطوط الاتصال بين المحافظات.
**مشروع إنتاج الأسمدة
أحد أضخم المشروعات التي تهدف إلى بناء مجمع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، تم تنفيذه بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة من أجل تلبية متطلبات مشاريع التنمية الزراعية من الأسمدة الفوسفاتية اللازمة ويتكون من 9 مصانع موزعة على 5 قطاعات.
القطاع الأول عبارة عن محطتان لإنتاج حامض الكبريتيك المركز والكهرباء، والثاني يتكون من 4 محطات لإنتاج حمض الفوسفوريك بالدرجات الفنية والتجارية، أما الثالث فهو مصنع لإنتاج الفوسفات أحادي الأمونيوم القابل للذوبان في الماء MAP/الفوسفات ثنائي الأمونيوم DAP، والقطاع الرابع، مصنعان لإنتاج الفوسفات ثنائي الأمونيوم الحبيبي والفوسفات الثلاثية الفائق الحبيبي TSP، والقطاع الخامس تم يحتوي على المرافق وخدمات المجمع.
المصدر: بوابة الشروق