تحتفل مصر بذكرى انتصارات العاشر من رمضان – السادس من أكتوبر 1973- وسط أجواء خاصة، حيث تصادف أن يكون ذكرى النصر هو نفسه يوم ذكرى سطرت حرب العاشر من رمضان، عام 1973 نصرًا من أعظم الانتصارات العسكرية في القرن الماضي، وسجلت مجدًا بتحطيم الجنود المصريين لخط بارليف المنيع.
وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على نصر رمضان المبارك، لا يزال في ذكراها حضور يتحدى الزمن، حيث تجدد هذه الذكرى التأكيد على أن الجيش المصري هو رمانة الميزان لقوة الدولة وسيطرتها، وأنه روح مصر على مدى الثورات العظيمة التي قام بها الشعب عبر تاريخه.
في العاشر من رمضان من كل عام، تحتفل مصر بذكرى نصر أكتوبر 1973، حيث استعاد جنودنا وأبطالنا البواسل أرض الفيروز من براثن الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم تحرير الأرض المباركة والتي خاضت مصر العديد من الحروب على مر التاريخ للمحافظة عليها.
وقد سجلت انتصارات رمضان ميلادا جديدا لمصر الكنانة وللأمة العربية، ورسمت طريقا بلا نهاية، بدأ بلحظة العبور فكانت القفزة الأولى في تيار تحديات كثيرة ومتتابعة، وفي جميعها برهن المقاتل المصري أنه خير أجناد الأرض، وأنه قادر على استخدام الأسلحة المعقدة بنجاح كبير، وصك الشعب علامة جديدة في عراقته.
سجل جيش مصر انتصارات عظيمة في المعارك الحاسمة التي خاضها، والتي أتيحت لرجاله فيها فرصة القتال والمواجهة بنفس الكفاءة والاقتدار التي أظهرها في عمليات البناء والتنمية.
ورغم مرور كل هذه الأعوام على نصر رمضان 1973، إلا أن ما حققه فيها الجيش المصري لا يزال موضع تقدير وتدريس في الأكاديميات العسكرية العالمية، فتلك الحرب التي اتخذ قرارها الرئيس الراحل أنور السادات.
وكانت الملحمة الوطنية التي سجلها الشعب المصري في تاريخه، بعد أن اعتنق مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وكان عنصر المفاجأة سيد الموقف، فتمكن الجيش المصري بعد العبور من الاستيلاء على الضفة الشرقية لقناة السويس خلال الأيام الأولى من الحرب.
ومن أهم نتائج حرب أكتوبر استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وعودة الملاحة في قناة السويس، ووضوح تأثير التضامن السياسي العربي، بالإضافة إلى ما أحدثته الحرب من تغيرات عميقة في كثير من المجالات على الصعيد المحلي لدول الحرب وعلى الصعيد الإقليمي للمنطقة العربية، وانعكاساتها على العلاقات الدولية بين دول المنطقة والعالم الخارجي، خاصة الدول العظمى.
ونجحت نتائج حرب أكتوبر في تحريك قضايا المنطقة والاتجاه بها نحو الحل السلمي رغم بدايتها عسكريا.
وتتميز سيناء بمكانتها الجغرافية وتاريخها الواسع، فلقد ضحى من أجلها آلاف المصريين لكي يحافظوا على أغلى بقعة في الوطن،نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي، حيث إنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضارته، هي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا بين الشرق والغرب.
وسيناء البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي الآن البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية وجبالها الشامخة وشواطئها الساحرة ووديانها الخضراء وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها، وفي باطن أرضها من «نفط ومعادن»، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.
المصدر : وكالات