يحتفل العالم في الثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي للتوحّد بمبادرة من الأمم المتحدة وهو واحد من سبعة أيام رسمية خصصتها المنظمة للتوعية ببعض الأمراض مثل اليوم العالمي لمكافحة مرض السل أو الملاريا أو السرطان.
وتهدف المناسبة للتوعية بهذا المرض حيث تسلط الضوء على المتاعب التي يواجهُها المصابون به في حياتهم اليومية بسبب عدم قدرتهم على التواصل والتفاعل مع المحيط بشكل ملائم.
وتكمن خصوصية الاحتفال باليوم العالمي للتوحد هذه السنة أنه يجب العمل على تقبل هذه الشريحة وتقديم الدعم لها والدفاع عن حقوقها أيضًا بدل السعي لإيجاد علاج للمرض. إذ أن الهدف هو مساعدة المصابين باضطرابات طيف التوحد على الحفاظ على كرامتهم واحترامهم لأنفسهم وأن يتم إدماجهم في المجتمع كأعضاء فاعلين فيه.
ويعود تاريخ إحياء المناسبة إلى عام 2008 حيث أعلنت الأمم المتحدة أن الثاني من أبريل من كل سنة هو يوم التوعية بمرض التوحّد.
ويعاني المصابون من التمييز ومصاعب كثيرة قد لا يلتفت لها المجتمع كثيرًا. أما درجة التكفل بالمرضى ورعايتهم فتختلف من دولة إلى أخرى. كما أن المشكلات الكبرى التي تواجه العالم مثل الأوبئة والتغير المناخي والكوارث الطبيعية تؤثر كثيرًا على هذه الشريحة.
يُعرّف التوّحد بأنه اضطراب في النمو العصبي ينجم عنه قصور في مهارات التواصل مع الآخر إضافة إلى الميل لتكرار سلوكات معينة وعدم الاهتمام كثيرًا بما يجري في العالم الخارجي.
وعادة ما يعاني الأطفال والأشخاص البالغون المصابون من عدم القدرة على الكلام أو تأخّر في النطق والتواصل اللفظي مع الآخرين.
كما أن منهم من لديه قصورٌ كبير في الإدراك المعرفي فيما يتمتع آخرون بموهبة ما وبقدر كبير من الذكاء.
أعراض التوحّد:
غياب مهارات التواصل مع الآخر واعتماد سلوكات متكررة أي أن يقوم الشخص المصاب بنفس الحركة مرات ومرات دون أن يملّ
تجنب الاتصال البصري
عدم قدرة الطفل وهو في الشهر التاسع من العمر على الاستجابة لشخص يناديه باسمه
غياب التعابير التي تظهر عادة على الوجه من فرح أو غضب أو حزن
في الشهر ال24 من العمر، يوجد لدى الطفل المصاب بالتوحّد نقص في القدرة على التعاطف مع الآخر أو أنه لا ينتبه أصلا إن كان الشخص الذي أمامه منزعجا أو حزينا لسبب ما
عدم قدرة الطفل وهو في سنة الخامسة على التكلّم والغناء والرقص
سلوكيات متكررة:
يعمد الطفل المصاب إلى ترتيب لعبه في صف واحد
تكرار كلمات أو جمل معينة
اللعب بنفس اللعبة طول الوقت
الغضب كلما طرأ تغيير ولو كان طفيفا
تكون لدى الطفل اهتمامات تصل لحد الهوس بالشيء
يظهر المصاب ردود أفعال غريبة تجاه الأشياء أكان على مستوى الصوت أو الرائحة أو الطعم أو حتى الشكل.
اضطرابات طيف التوحّد.. حقائق وأرقام
يصيب التوحّد طفلًا واحدًا من كل 100 طفل في العالم وعادة ما يشيع وسط الذكور أكثر من الإناث فتكون النسبة أربعة أضعاف
حين نقول طيف التوحّد فذلك لأن لكل طفل مهارات واحتياجات مختلفة كما أن التحديات التي يواجهونها تتباين أيضًا حسب كل فرد
لا توجد أسباب معروفة للمرض لكن ثمة عوامل مساعدة ومنها الوراثة والنمو العصبي والمحيط أيضًا
يمكن تشخيص المرض ابتداء من السنة الثانية من عمر الطفل وأحيانا في سن أبكر
كلما كان التشخيص مبكّرا كلما ساهم ذلك في حصول الطفل على الرعاية التي يحتاج إليها
لا يوجد علاج للتوحّد، لكن يمكن التعامل مع عوارضه وآثاره عبر التكفّل بالمصابين على المستوى النفسي والاجتماعي لتحسين ظروف الحياة التي يحيوْنها.