عودة الاقتصاد المصري إلى وضعه الطبيعي، بعد فترة من التخبط، هو الهدف الحقيقي من إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها حكومة شريف إسماعيل نهاية العام الماضي، والتي كان على رأسها تعويم الجنيه ورفع الدعم عن الوقود، لتجني ثمار القرارات الصعبة بعدة مؤشرات تؤكد تعافي الاقتصاد المصري في الوقت القريب.
4 مؤشرات أكدت على مضي الاقتصاد المصري بخطى ثابتة نحو التعافي، الأسبوع الماضي، كان من بينها تقارير عالمية عن المناخ الاستثماري في مصر ومدى تحسنه في ظل استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية، إلى جانب انهيار العملات الأجنبية أمام الجنيه على مدار ثلاثة أيام متتالية، مع زيادة احتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي بعد ارتفاع التحويلات الخارجية، وتقارير عالمية ترشح مصر ضمن أفضل الوجهات السياحية في العالم.
تحسن المناخ الاستثماري
رصدتها توقعت شركة ” برايس وترهاوس كوبرز” PWC البريطانية، من خلال “رؤية على المدى الطويل” أقوى اقتصادات العالم بحلول عام 2030، ويشمل 32 دولة، تم تصنيفها وفقا للإجمالي العالمي المتوقع لمنتجاتها المحلية من ناحية قوتها الشرائية، وجاءت مصر ضمن مركز متقدم في التقرير متجاوزة عدد من الدول الأوروبية ومنهم إيطاليا، الذي اشار إلى تحسن المناخ الاستثماري في مصر.
فشركة PWC، وهي واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم، رصدت الدول في تقرير يحمل عنوان “رؤية على المدى الطويل: كيف سيتغير النظام الاقتصادي العالمي بحلول عام 2050؟”، نقله موقع “بيزنس إنسايدر” ورصد خلاله أيضا الدول التي ستقترب من مقدمة القائمة في 2030.
عودة السياحة
بدورها، ذكرت شبكة (سى إن إن) الإخبارية العالمية، أن مصر جاءت بين أفضل 20 وجهة مفضلة لدى السياح فى العالم خلال العام الحالى 2017، بجانب إندونيسيا وجورجيا وكندا والبرازيل.
وأوصت الشبكة، فى تقرير لها، الأربعاء الماضي، استطلعت فيه أراء بعض أصحاب شركات السياحة العالمية ورواد السفر فى العالم، بزيارة مصر قبل نهاية هذا الشتاء، مشيرة إلى بعض الوجهات السياحية فى مصر التى وصفتها بالمتميزة مثل منطقة الأهرامات والأقصر وأسوان.
وأشارت إلى أن تجربة زيارة مصر سياحيًا تعتبر زيارة يجب ان تقوم بها فى العمر ولو لمرة واحدة على الأقل، معتبرة أن قلة الاعداد السياحية فى مصر حاليًا تعتبر ميزة حيث ستمكن السياح من الاستمتاع أكثر بتجربة زيارة مصر.
ونقلت الشبكة عن جيفرى كينت، مؤسسة شركة آبركومب آند كينت، أحدى الشركات الامريكية فى مجال السياحة، قوله “أوصى بزيارة مصر الآن، وتجربة تسلق هرم خوفو، والدخول إلى الحجرة الداخلية للهرم كان الأمر سهلًا وممتعًا”.
جاء ذلك تزامنا مع قرار عدد من الدول رفع حظر الطيران إلى مطار شرم الشيخ بعد أكثر من عام على قرار الحظر الذي فرض عقب سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء في 31 أكتوبر 2015 من بينهم “الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد”.
كما قررت إلغاء تحذيرات سفر مواطنيها إلى المناطق السياحية في جنوب سيناء مثل شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين، وذلك بدءا من اليوم الخميس.
ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي
وتوقع تقرير لبنك بي إن بي باريبا، ارتفاع احتياطيات مصر من النقد الأجنبي إلى 28 مليار دولار في نهاية العام المالي 2016-2017.
وقال البنك المركزي المصري، إن صافي احتياطي النقد الأجنبي بلغ 26.363 مليار دولار في نهاية يناير 2017، مرتفعاً بنحو 2.098 مليار دولار عن ديسمبر 2016.
وأوضح التقرير، أن التضخم تضاعف خلال العام الجاري إلى معدل سنوي بلغ أكثر من 20%، متوقعاً تراجعه إلى 14% خلال 2017-2018.
وقال البنك المركزي المصري، إن معدل التضخم الأساسي ارتفع على أساس سنوي إلى 25.86%، في ديسمبر 2016، مقابل 20.73% في نوفمبر الماضي.
وارتفعت السندات الأجنبية التابعة لأذون الخزانة المصرية بمقدار 11.5 مليار جنيه(حوالي 630 مليون دولار) في يناير لتبلغ 1.5 مليار دولار، لكن الرقم ما زال تحت مستوى 10 مليارات دولار تم تسجيلها في 2010.
وذكر البنك المركزي أن الأجانب اشتروا سندات بقيمة 250 مليون دولار من أذون الخزانة المصرية في يوم واحد.
تراجع الدولار
فيما تراجع سعر صرف الدولار، أمام الجنيه المصري، بقيمة بلغت نحو 105 قروش حتى منتصف تعاملات اليوم الخميس 9 فبراير 2017، وذلك خلال 3 أيام فقط.
وسجل سعر بيع الدولار للشراء نحو 17.80 جنيه ، و 17.85 جنيه للبيع، في بنوك الأهلي المصري ومصر والقاهرة والتجاري الدولي.