بعيدا عن ثلة سياسية متناحرة على كل شيء، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يبدأ زيارته إلى لبنان بالاجتماع برمز وطني يلتقي على اسمه اللبنانيون ولا يتفرقون وتجسده فيروز.
وأدرج قصر الإليزيه اسم الفنانة اللبنانية في صدارة برنامج الرئيس الفرنسي خلال زيارته الثانية لبيروت خلال أقل من شهر.
وكتب ماكرون في برنامجه عبارة ”موعد على فنجان قهوة مع فيروز في انطلياس مساء الاثنين“.
وسيعود ماكرون يوم الاثنين وعلى جدول أعماله برنامج مزدحم باللقاءات السياسية في محاولة لإخراج البلاد من المأزق السياسي الذي يمنع تشكيل ”حكومة مهمة“ كان قد طرحها الإليزيه في ورقة وزعت على السياسيين اللبنانيين واطلعت عليها رويترز.
سيزور ماكرون الفنانة اللبنانية فور وصوله مساء الاثنين في منزلها في الرابية قرب انطلياس بشمال بيروت بعيداً عن العدسات الإعلامية.
وتربط فيروز بالدولة الفرنسية علاقات صداقة متينة توطدت في عام 1975 عندما ظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج (سبيسيال ماتيو) الذي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو وقدمت هناك أغنية (حبيتك بالصيف).
واتخذت العلاقة شكلا أعمق خلال الحرب اللبنانية عندما أقامت فيروز حفلاً ضخماً في الاولمبيا باريس عام 1979 وغنت (باريس يا زهرة الحرية).
ويقول المقطع الأخير من الأغنية (يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح/عن وطني اللي متوج بالخطر وبالريح/قصتنا من أول الزمان/بيتجرح لبنان بيتهدم لبنان/بيقولوا مات وما بيموت/وبيرجع من حجارو يعلي بيوت/وتتزين صور وصيدا وبيروت).
ونالت فيروز أرفع الأوسمة الفرنسية منها وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران عام 1988، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1998.
ولم يصدر أي تعقيب من مكتب فيروز في لبنان أو من ابنتها المخرجة ريما الرحباني.
وكان الرئيس الفرنسي اختتم زيارة إلى بيروت في السابع من أغسطس الحالي وكتب على تويتر عبارة ”بحبك يا لبنان“ وهي عنوان أغنية شهيرة لفيروز صاحبت اللبنانيين طيلة 15 عاماً من الحرب الأهلية.
وتفاعل عدد من الفنانين والإعلاميين مع الإعلان عن لقاء الرئيس الفرنسي بفيروز.
واعتبر الفنان اللبناني ملحم زين أن الرئيس الفرنسي ”سوف يحصل على وسام الشرف من رتبة فيروز من خلال هذا اللقاء لكون الاجتماع بها سوف يدوّنه في سجله ويتذكره الرأي العام أكثر من أي لقاء سياسي آخر“.
وأضاف : ”لا اعتقد أن هذه الفرصة التاريخية تتكرر لأحد، حتى لزعماء كبار، كلنا نعرف أن حكاية فيروز والأبواب المغلقة حكاية طويلة، وهذا سرها الذي أحببناه كما حبنا لفنها .. طبعا سنحسد ماكرون على هذه الفرصة، ونعتبر أنه اختار الطريق الصح، هو آراد أن يقول لنا هذا لبنان الذي نريد.. على صورة فيروز الناصعة التي صنعت المجد ”.
ومن المقرر أن تستمر زيارة ماكرون إلى بيروت حتى يوم الثلاثاء حيث سيزور الأحياء المنكوبة والمتضررة من جراء الانفجار كما سيزرع شجرة أرز مع أطفال لبنانيين في غابة جاج في شمال شرق بيروت.