يحيي الشعب السوداني، اليوم الجمعة، الذكرى الـ65 للاستقلال، وجلاء المستعمر البريطاني عن أرضهم، في الأول من يناير عام 1956، حيث يعيدون ذكرى معاناتهم من الاستعمار ونضالهم ضده، وصولًا لنجاحهم في الحصول على الاستقلال.
كما يحتفلون بهذا اليوم في كل عام من أجل إحياء ذكرى جلاء وخروج القوات المسلحة البريطانية أو الاستعمار البريطاني عن الأراضي السودانية، ويحيون هذا الذكرى لأجل استذكار الجهاد والنضال الذي قام به الشعب السوداني العظيم، ويستذكرون أيضًا المعاناة مع الاستعمار البريطاني.
ومن أهم المحطات في العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم، العلاقات السياسية بين مصر والسودان حيث تتسم بمجموعة من الصفات التي تميزها وترسخ منها وتمنحها الصلابة في مواجهة المتغيرات في مقدمة هذه الصفات أن العلاقات المصرية السودانية على الصعيد السياسي هي ترجمة للعديد من العوامل الأخرى المتجذرة بين البلدين، وترجمة لتاريخ مشترك حافل، ولحقائق الجغرافيا الطبيعية والبشرية، وهي ترجمة لروابط الشعبين التي لا يستطيع أحد في أي من البلدين القفز عليها.
منذ استقلال السودان في مطلع العام 1956 والعلاقات المصرية السودانية تمر دوريًا بحالات من المد والجزر، أو بدورات من الصعود والهبوط، غير أنها تشهد في الوقت الحالي ترابط غير مسبوق.
وفي أغسطس الماضي، زار الخرطوم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، على رأس وفد مصري رفيع المستوى في زيارة رسمية للسودان بحث خلالها التعاون في مجالات المياه والكهرباء والطاقة والصحة والتجارة والصناعة والتعليم والنقل.
وشهدت الزيارة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتأكيد عمق العلاقات الوطيدة والروابط الممتدة التي تجمع البلدين، إضافة إلى الحرص على تعزيز مجالات الشراكة والتعاون مع مصر في جميع المناحي، بما يلبي المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين، فضلا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وملف المياه وتطورات أزمة سد النهضة ومناقشة مكافحة الإرهاب.
كما تتميز العلاقات بين البلدين في المجال السياسي، بتنوع وتعدد الملفات المشتركة التي تتطلب تنسيقًا دائمًا بين البلدين، ففضلًا عن العلاقات الثنائية متعددة المجالات، فإن هناك الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية التي يعد تنسيق مواقف البلدين بشأنها أمرًا حيويًا لصالح الشعبين والأمة العربية والقارة الإفريقية والمنطقة بكاملة، في مقدمتها بالطبع ملف مياه النيل، والتعاون بين دول حوض النهر لصالح الجميع، وملف الأمن والاستقرار في حوض البحر الأحمر والقرن الإفريقي، ثم ملف التنسيق بشأن القضايا الإفريقية سواء من خلال الاتحاد الإفريقي والمنظمات القارية والإقليمية الأخرى أو من خلال التعامل مع بعض القضايا المؤثرة مثل مكافحة الإرهاب والتطرف وغيرها.
في الوقت نفسه، فإن انتماء البلدين للأمة العربية ولكل منهما دور مهم فيها، يجعل التشاور وتنسيق المواقف بينها أمرًا مهمًا لصالح الأمة العربية وقضاياها.
وكان أكد رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبدالله حمدوك، أن السودان يشكل موقعا رئيسيا في ملف سد النهضة، ولن يسمح بحدوث أي ضرر يحدث لمصر، والسودان على علم بأهمية نهر النيل، وبالتالي فإن الموقف من سد النهضة هو نفسه موقف مصر وأن مصالحهم تتفق مع رؤية مصر للسد، وبالتالي فإنهم مؤمنون بأهمية التفاهم بين الدول الثلاث، والتفاهم يكون استراتيجيا، ومن ثمّ الاتفاق بين الدول الثلاث.
قال حمدوك، أيضا، إن مصر كانت أولى المحطات في زيارته بعد جنوب السودان، فور رئاسته الحكومة، لأن السودان ومصر شعب واحد، وتم استقباله أفضل استقبال، لافتا إلى أن التعاون مع مصر سوف يختلف عن السابق تماما، كون علاقتنا بمصر علاقة استراتيجية، وكان من أهم نتائج الاجتماع مع الرئيس السيسي هو موضوع الكهرباء، وكيفية استفادة السودان من مشروع الكهرباء في مصر.
من جانبه، يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي الموقف المصري الاستراتيجي الداعم لأمن واستقرار السودان، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في مختلف الملفات محل الاهتمام المتبادل، وذلك في ظل الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل .
المصدر: وكالات