أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الجامعة العربية مرت بمحطات تاريخية متعددة، تعرضت مسيرتها خلالها إلى تحديات جسيمة، تركت بصماتها على التاريخ السياسى للدول والشعوب العربية، وعززت مسارات التعاون فى كافة المجالات الضرورية، لتحقيق التنمية الشاملة والسير قدما نحو مستقبل زاهر للمواطن العربى.
جاء ذلك فى بيان أصدرته الأمانة العامة ، اليوم السبت ، بمناسبة إحياء الذكرى الثمانين لتأسيسها التى توافق 22 مارس.
وذكر البيان أن هذه المنظمة العريقة أنشئت فى عام 1945، وهى بذلك أقدم منظمة إقليمية في العالم، سبقت فى وجودها منظمة الأمم المتحدة، إذ جاء إنشاؤها تجاوبا مع تصاعد الدعوة إلى الوحدة العربية والتحرر من الاستعمار ومواجهة التحديات السياسية التى كانت تعصف بالعالم العربى آنذاك، وهدفت إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء، من خلال تنسيق المواقف وتعميق التعاون فى مختلف المجالات.
وأضاف: “ولقد قامت الجامعة العربية بأدوار أساسية لحل العديد من القضايا، وساهمت جهودها فى تحرر عدد من الدول العربية من الاستعمار، وظلت تلك الجهود مستمرة من أجدل توحيد الرؤى والمواقف العربية فى المحافل الدولية والدفاع عن المصالح العربية المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التى تمر فى الوقت الراهن فى منعطف تاريخى غير مسبوق، خاصة خلال حرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى لاسيما فى قطاع غزة، حيث تسعى الجامعة العربية لتنسيق جهود الدول الأعضاء لبلورة رؤية واضحة وموقف عربى موحد يخدمان فى العمل على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وتابع البيان أنه وفى إطار هذه الأهداف، تحققت إنجازات كبيرة، حيث تكلل الجهد العربي الجماعى بتبنى الكثير من المشاريع والاستراتيجيات فى كافة المجالات، كما تم إنشاء العديد من منتديات التعاون، وتطوير العلاقات العربية مع القوى الكبرى إقليميا ودوليا، لخلق التوازن اللازم فى مواجهة التحديات التى تفرضها الظروف الدولية الراهنة.
وذكر أنه وفى المجال الاقتصادى تحققت إنجازات أساسية وملموسة، فيما كان إطلاق منطقة التجارة العربية الحرة في 2005، لبنة صلبة فى بناء التكامل الاقتصادى العربى، وصولا إلى إطلاق السوق العربية المشتركة للكهرباء فى عام 2024، التى تمثل تتويجا لهذه الرؤية العربية المشتركة الهادفة لتعزيز التعاون فى مجال الطاقة وفتح آفاق واعدة للتنمية وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن الجامعة العربية اهتمت بتعزيز دور المرأة فى بناء وتطور المجتمعات العربية، وكذلك اهتمت برعاية الطفولة، وتشجيع التعليم، ومتابعة البرامج الموجهة للشباب والرياضة، وكذلك لعبت دورا مهما في الحفاظ على اللغة والثقافة العربيتين، فضلا عن تعزيز الحضور العربى فى المحافل الثقافية الدولية ومساهمته فى الحضارة الإنسانية بكل التنوع والثراء والأصالة.
ونوه إلى حرص جامعة الدول العربية فى هذا اليوم، على استذكار الرعيل الأول من المفكرين والسياسيين والدبلوماسيين العرب الذي زرعوا بذرة الوحدة في الوجدان العربى، وأسسوا أعمدة “بيت العرب” الذي نتحصن به للسير قدما نحو تحقيق رؤية واحدة تقودنا جميعا إلى مستقبل يعمه الازدهار والسلام.
وقال البيان إنه فى هذا اليوم كذلك، تبنى محطة جديدة في هذه المسيرة الطويلة، ويستمر العمل الدؤوب على كافة المستويات، كى تمكث هذه الشعلة متقدة فى القلوب، وكى يظل “بيت العرب” صامدا ومتينا فى وجه العواصف والأخطار.
وفى هذه المناسبة، توجه جامعة الدول العربية، دعوة إلى الشباب العربى إلى العمل المثابر لمواصلة المسيرة التى أطلق شعلتها الآباء والأجداد، ومواكبة التطور التكنولوجي الهائل الذى يشهده العالم، لتحقيق النقلة النوعية نحو مجتمع المعرفة والتحول الرقمى، كما تدعو إلى إدماج الشباب فى صناعة القرار، وتمكينهم من المشاركة فى مسيرة التنمية والتقدم، مؤكدة أن الاستثمار في تعليم وتدريب الشباب هو الاستثمار الحقيقي الذي يعتمد عليه المستقبل، لإقامة مجتمعات قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لأمة عربية واثقة تستطيع المساهمة في رفد تطور البشرية وازدهار العالم.
المصدر: أ ش أ