مع انطلاق الجولة الثالثة من المباحثات السورية في أستانة بشكل رسمي، أصبح واضحا أن هذه المحادثات هي الأكثر فاعلية في الأعوام الستة للأزمة السورية، خلافا لمفاوضات جنيف وغيرها من اللقاءات التي حاولت حل الأزمة السورية.
ووضعت الجولة الأولى التي انعقدت في 23 و24 من يناير الماضي، الإطار العام للمحادثات وحددت الهدف من لقاءات أستانة، وهو كسر الجليد بين المعارضة المسلحة من جهة وبين الحكومة السورية، في مقام أول.
أما من جهة ثانية، فقد شكلت المباحثات اعترافا من الحكومة بجماعات كانت تصفها بالإرهابية، لكن الجماعات المسلحة قبلت أيضا بروسيا وسيطا في الحرب رغم عدم حياد قواتها على الأرض.
وتكمن النقطة الثالثة المنجزة خلال المباحثات، في الاتفاق على آلية لوقف إطلاق النار وفق خريطة محددة تمثل المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الحاضرة في أستانة.
أما الجولة الثانية التي انعقدت في السادس من فبراير، فتوسعت لتشمل ممثلين عن الأردن الذي يتولى منذ أشهر مهمة وضع لوائح تصنف الجماعات المسلحة السورية بين معتدلة ومتطرفة وإرهابية.
وببدء المشاورات التمهيدية في الجولة الثالثة، يبدو أن استكمال مسار أستانة الذي مهد بشكل واضح لمشاورات جنيف المرتقبة، أضحى هدفا للحكومة السورية من جهة وللدول الراعية والداعمة من جهة ثانية.
وأضفى هذا المسار شرعية دولية على الفصائل المسلحة المشاركة، على غرار الشرعية التي تمتعت بها وفود تفاوضت باسم المعارضة، رغم أن غالبيتها لا يملك أي تأثير فعلي على الأرض لفرض وقف إطلاق النار أو الالتزام به.
وبدأت الجولة الثالثة التي تعثر انطلاقتها بسبب عدم حضور ممثلي الفصائل المعارضة خلال اليوم الأول، باجتماعات ثنائية على أن تنعقد الجلسة العامة، الخميس، وتختتم بمؤتمر صحفي مساء من دون تمديد كما أكد مصدر في وزارة خارجية الدولة المضيفة.