قالت شبكة فوكس نيوز إن التقرير الذي أعدته الحكومة البريطانية حول جماعة الإخوان واتهمتها فيه بارتباطها بالعنف والإرهاب يمثل تناقضا مع أسلوب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأكثر استرضاءَ والذي يثير الانتقادات للإدارة الأمريكية التي يتعين عليها الانتباه لما تمثله الجماعة من تهديدات.
ونقل تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز على موقعها الإلكتروني عن نيل جاردينر مدير مؤسسة التراث التابعة لمركز مارجريت ثاتشر للحريات قوله إن التقرير البريطاني الذي صدر قبل 10 أيام يعد إدانة واضحة للإخوان كما أنه يعد تقييما واقعيا لطبيعة الإخوان أنفسهم.
وقال إن الحكومة البريطانية اتخذت موقفا أكثر جدية مقارنة بموقف الإدارة الأمريكية تجاه هذه الجماعة.
وذكر تقرير الحكومة البريطانية أن الإخوان أعطوا أولوية لحركة حماس، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي انتقد فيه قادة الإخوان تنظيم القاعدة غير أنهم زعموا أن هجمات 11 سبتمبر هي من تدبير الولايات المتحدة.
وقال التقرير الذي جاء في ضوء الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في شهر أبريل الماضي بإجراء تحقيق حول أنشطة الإخوان إن أفكار وسياسات الجماعة تتعارض مع القيم البريطانية كالديمقراطية وحكم القانون وكذلك مع المصالح القومية البريطانية وأمن بريطانيا القومي مما جعل كاميرون يقول أمام البرلمان البريطاني إن الارتباط بالإخوان يجب أن يعتبر مؤشرا محتملا على التطرف.
وذكرت شبكة فوكس نيوز أن إدارة أوباما على العكس اتخذت موقفا أكثر حيادية تجاه الإخوان في الوقت الذي التقى فيه مسئولون بالخارجية الأمريكية بأعضاء من حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان. وعندما سألت شبكة فوكس نيوز أوباما خلال مقابلة جرت عام 2011 إذا كان الإخوان يمثلون تهديدا للولايات المتحدة، رد الرئيس الأمريكي قائلا إن الإخوان منظمون وهناك شبهات حول أفكارهم التي تناهض الولايات المتحدة غير أنه لم يصفهم بأنهم يمثلون تهديدا حسبما ذكر التقرير. كما رفض البيت الأبيض دعوة ثارت عام 2013 للمطالبة باعتبار الإخوان تنظيما إرهابيا.
وذكر بيان صدر عن البيت الأبيض حينئذ أنه لا يوجد دليل على أن الإخوان تخلوا عما وصفه بالتزام الإخوان منذ عقود بنبذ العنف. وقال جاردنير «إن تقرير الحكومة البريطانية لا شك يمثل إحراجا للإدارة الأمريكية لأن البيت الأبيض خرج عن المألوف في محاولة لاسترضاء الإخوان وبالتالي فإن التقرير البريطاني يتحدى بصورة واضحة موقف إدارة أوباما الضعيف تجاه هذه المسألة»، حسب قوله.
ويقول رايان ماورو محلل شؤون الأمن القومي بمؤسسة مشروع كلاريون إن الإخوان يتلاعبون بالألفاظ فهم يعلمون كيف يتظاهرون بالاعتدال. وأضاف الباحث أنه إذا أعلنت إدارة أوباما أن الإخوان جماعة لا تتبنى العنف وديمقراطية، فهى إذن لا تفهم الإخوان ولا تفهم بصفة عامة التطرف الراديكالي.
وأكد ماورو أن سوء الفهم ظل موجودا خلال إدارتي أوباما والرئيس السابق جورج بوش الابن وهو الأمر الذي يمكن أن يخلق تصدعا بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وقال إن الولايات المتحدة تنظر إلى التطرف بصورة شاملة وهو توجه مغاير تماما لذلك الذي تتبناه أوروبا والذي ينظر إلى الأفكار العقائدية بعمق.
المصدر:أ ش أ