حققت ميشيل باشليه فوزا كبيرا الاحد في الانتخابات الرئاسية التشيلية امام المحافظة ايفلين ماتي وهي ستواجه تحدي تطبيق الاصلاحات التي وعدت بها.
وبعد ولاية اولى من 2006 الى 2010، انتخبت باشليه باغلبية 60% من الاصوات امس الاحد، حسب النتائج الجزئية غير النهائية بعد فرز اصوات 56% من مكاتب الاقتراع.
وقالت منافستها ماتي بعد صدور النتائج الاولية “الامر واضح، لقد فازت. نقدم لها التهاني. في ما بعد، سوف ازورها شخصيا”.
وقد فرضت ميشيل باشليه (62 عاما) الطبيبة واول سيدة تنتخب على رأس دولة في اميركا الجنوبية في 2006، نفسها بقوة اثناء الدورة الاولى التي جرت قبل شهر بحصولها على 46,6% من الاصوات في مواجهة ثمانية مرشحين اخرين.
لكنها لم تتمكن من تجاوز عتبة ال50% والحصول على زيادة صوت واحد لتكريس فوزها على منافستها المحافظة ايفلين ماتي (60 عاما) وزيرة العمل السابقة في حكومة سيباستيان بنييرا المنتهية ولايتها.
ويتوقع ان تفوز في الدورة الثانية ب”60% من الاصوات” بحسب الخبير السياسي في جامعة ادولفو ايبانيز كريستوبال بيلوليو.
وقالت مارتا لاغوس مديرة مركز استطلاعات الرأي “لاتينوبارومتر تشيلي” لوكالة فرانس برس ان الرئيسة الاشتراكية السابقة “قد تحصل على نسبة مئوية تاريخية تصل الى 60% من الاصوات”.
وقال مدير اللجنة الانتخابية باتريسيو سانتاماريا “حوالى الساعة 19,45 (22,45ت غ) سيتم فرز نحو 90% من الاصوات وسنعرف اسم الرئيسة المقبلة للبلاد”.
لكن نسبة الامتناع عن التصويت التي تجاوزت ال50% في الدورة الاولى قد تزداد في حين لم يعد التصويت الزاميا في تشيلي.
وقد يسهم في اضعاف المشاركة في التصويت التقدم الكبير الذي احرزته باشليه وقرب اعياد الميلاد ورأس السنة والعطلة المدرسية الكبرى وكذلك غياب اي رهان حقيقي في الانتخابات.
ولفت كريستوبال بيلوليو الى “انه اقتراع يجري في ظروف غير مسبوقة، اذ نادرا ما تكون نتيجة دورة ثانية متوقعة بوضوح”.
ويشير الاستطلاع الوحيد الذي اجرته جامعة سانتياغو ومعهد الاستطلاعات ايبسوس الاسبوع الماضي الى ان باشليه ستفوز بغالبية 64 % من الاصوات مقابل 33% لمنافستها ماتي.
وقد اقرت الوزيرة والنائبة والسناتورة السابقة اثناء اختتام حملتها الانتخابية انها اشبه بمعركة بين “داوود وجالوت” معتبرة ان تحقيق فوز على المرشحة الاشتراكية سيكون من قبيل “المعجزة”.
اما باشليه فقد بدأت عمليا دورها المقبل واصفة “ب”الشرف العظيم ان تصبح مجددا رئيسة التشيليين”.
والسيدتان اللتان تتواجهان في منافسة انتخابية غير مسبوقة في اميركا اللاتينية تجمع بينهما خصوصية تقاسم ماض مشترك.
فهما ابنتان لجنرالين في سلاح الجو كانا صديقين مقربين، وتشاطرتا العاب الطفولة وسط جو عائلي في احدى القواعد العسكرية.
لكن الانقلاب العسكري الذي نفذه اوغستو بينوشيه على الرئيس الاشتراكي سلفادور الليندي في 11 سبتمبر 1973 قلب حياتهما رأسا على عقب. فالبرتو باشليه عذب حتى الموت لولائه للرئيس المخلوع، فيما انضم فرناندو ماتي الى الطغمة العسكرية الحاكمة حتى اصبح مسؤولا عن مكان اعتقال صديقه.
ووفاة والدها بعد اشهر في الحبس والتعذيب سيؤثر بعمق على ابنته ميشيل وسيحدد التزامها السياسي الذي قادها اليوم للمرة الثانية الى سدة الرئاسة في تشيلي.
فبعد ولاية اولى (2006-2010) انهتها محافظة على شعبيتها امضت هذه الطبيبة ثلاث سنوات على راس هيئة الامم المتحدة للنساء في نيويورك.
والمرشحة الاشتراكية التي تستند الى ائتلاف يساري واسع حصد غالبية المقاعد (67 من اصل 120) في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 17 نوفمبر، تبدو مدركة تماما لتطلعات المجتمع التشيلية وخاصة فئة الشباب.
وتقترح احداث تغييرات كبرى تتعلق خصوصا بمراجعة للدستور الموروث عن الحكم الدكتاتوري واصلاح ضريبي يسمح بجمع 8,2 مليار دولار يخصص لاعادة تنظيم كبيرة للنظام التعليمي.
لكن الرئيسة الجديدة لتشيلي سترث اقتصادا متعثرا مع تباطؤ الاقتصاد العالمي وخفض اسعار النحاس.
الى ذلك ستواجه باشليه مطالب اجتماعية اطلقتها الحركات الطلابية التي اعلنت بالفعل التعبئة للعام 2014 من اجل المطالبة بتعليم عام مجاني ونوعي.
وجاء في بيان لكونفدرالية الطلبة في تشيلي “ان اي مرشح لم يتمكن من تقديم برنامج حكومة يأخذ على عاتقه مطالب السنوات الاخيرة”، داعيا في الوقت نفسه الى تظاهرة كبرى بعد اربعة ايام من حفل تنصيب الرئيسة الجديدة في 11 مارس 2014.
المصدر: أ ف ب