يقدم الفنان التشكيلى الفلسطينى خالد حورانى، أعمالا فنية متعددة أنتجها على مدار 15 عاما، فى معرضه الفنى (استعادى).
وقف حورانى وسط معرضه الذى افتتح مساء الأربعاء، فى “جاليرى1” فى رام الله بالضفة الغربية المحتلة، يشرح لزوار معرضه بعض أعماله الفنية الثمانية عشر التى لكل منها حكاية.
واختار حورانى أن يضع على مدخل المعرض أحدث أعماله الفنية، وهى عدد من تماثيل الشمع صغيرة الحجم للفنان الفلسطينى صاحب لقب محبوب العرب محمد عساف.
وقال حورانى “هذا العمل الفنى يتناول ظاهرة الرمز والأيقونه التى تجترها الشعوب لحاجتها الماسة إليها”.
وأضاف “رغم أننى من أشد المعجبين بالفنان محمد عساف، ولكنه حمل أكثر ما يحتمل وكأنها كانت ناتجة عن الحاجة إلى إبداع بطل شعبى بعيدا عن ما تعودت الناس عليه فى فلسطين من رموز مرتبطة بالسياسة والأيديولوجيا والنفوذ”.
ويرى حورانى أن ظاهرة عساف من اهتمام شعبى ورسمى، وصل إلى مستوى الرئاسة الفلسطينية، وحتى الأمم المتحدة تكشف عن حاجة الفلسطينيين الملحة إلى اختراع النجم والمحبوب، وأنه بمقدار تعاظم هذه الحاجة تتعاظم أهمية الرمز.
وتشكل تماثيل عساف السبعة المعروضة فى رام الله جزءا من منظومة تضم مئة تمثال بذات الحجم، إضافة إلى أعمال فنية أخرى تستخدم فيها المؤثرات الصوتية والفيديو، تعرض بالتزامن مع معرض آخر لحورانى فى مدينة جلاسكو.
وتبدو بعض الأعمال الفنية بسيطة فى شكلها، ولكن القصص التى تقف خلفها أعمق ومنها رسم لقطعة من البطيخ.. وقال حورانى “كان الاحتلال يمنع رسم العلم الفلسطينى ويحظر على الفنانين رسمه، أو الإيحاء به.. مضيفا “مرة أخبر ضابط الإدارة المدنية (الإسرائيلى) الفنانين الكبار بالسن إنه ممنوع الرسم بألوان العلم، حتى وقال له حتى لو رسمت وردة حمراء وعودا أخضر ولا بطيخة كمان، وأنا استعرت من هذا الضابط فكرة اللوحة التى أراد منعها فى حينه”.
وينتقد حورانى فى معرضه جائزة نوبل للسلام من خلال لوحة كتب عليها بالخط الأحمر “السلام عليكم”.
وقال “أتيحت لى المشاركة فى معرض على الإنترنت فى العام 2010 حول جائزة نوبل للسلام، وكنت الفنان العربى الوحيد المشارك فى هذا المعرض، واخترت هذه العبارة كنوع من السخرية أين هو السلام الذى تتحدثون عنه”.
ويستحضر حورانى فى معرضه الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات من خلال تسع لوحات بورتريه له تبدو كل واحدة منها أكثر وضوحا من التى قبلها.
وقال “أبو عمار رمز كبير لا زال حاضرا بين الناس، ولكننى أحس مع كل عام تراجعا ما، الناس ممكن ترى اللوحة على أنها غياب، أو حضور رغم الموت، ولكل حقه فى أن يرى اللوحة كما يشاء”.
واختار حورانى أن يكون شاعر فلسطين الراحل محمود دوريش حاضرا فى معرضه من خلال جدارية تضم لوحات متعددة، تبدأ بواحدة بيضاء وأخرى كتب عليها مقاطع من قصيدة الجدارية وتنتهى بلوحة سوداء.
وقال “هذا العمل مقتبس من ما ورد فى هذه الجدارية كل شىء أبيض.. فأنا وحيد فى نواحى هذه الأبدية البيضاء.. أما أنا وقد امتلأت بكل أسباب الرحيل فلست لى أنا لست لى”.. وأضاف “اللوحة السوداء دليل على رحيل درويش”.
ويذكر حورانى فى معرضه بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان الذين يقول إنهم ممنوعون من ممارسة العديد من المهن هناك من خلال لوحة فنية كتب “عليها كل لاجئ فى لبنان فنان ما لم يثبت عكس ذلك”.
رويترز