تحول الفنانة الفلسطينية بشرى شنان الدخان المتصاعد من قصف المباني في قطاع غزة الى لوحات فنية باستخدام تقنيات مختلفة.
وقالت بشرى خريجة قسم التصميم من معهد البولتكنيك في الخليل يوم الاربعاء “لست أنا صاحبة الفكرة الاولى ولكني بعد أن شاهدتها قررت أن أطورها وأعمل عدة لوحات منها” ز
وأضافت “في البداية كنت أعمل رسما يدويا من خلال برنامج الفوتوشوب لعمل لوحات فنية من الدخان المتصاعد من قصف الاحتلال الاسرائيلي لغزة الذي أغلب ضحاياه من الأطفال” .
ويمكن مشاهدة نماذج مختلفة من اللوحات التي اعدتها بشرى على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر في بعض منها صورة مجموعة من الأطفال القتلى في وسط الدخان إضافة الى أشكال أخرى مرسومة بالريشة لرموز متعددة تظهر حجم الدمار الذي تعرضت له غزة.
وقالت بشرى “بعد ذلك رأيت ان تكون اللوحات أكثر واقعية فعملت على وضع صور حقيقية للأطفال من مجزرة الشجاعية وغيرها وسط الدخان المتصاعد لابراز حجم الجريمة التي تقترفها قوات الاحتلال بحق أهلنا في غزة” .
وقالت بيرنيل ايرنسايد رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في غزة يوم الثلاثاء إن أكثر من 400 طفل قتلوا في هجوم اسرائيل على القطاع وان نحو 400 ألف أصيبوا بصدمة ويواجهون مستقبلا “قاتما للغاية”.
وقالت ايرنسايد إن إعادة بناء حياة الاطفال ستكون جزءا من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع بمجرد ان يتوقف القتال بصفة دائمة.
وحتى الرابع من اغسطس اشارت التقارير الى مقتل 408 أطفال أي 31 في المئة من العدد الاجمالي للقتلى المدنيين. وكان أكثر من 70 في المئة من 251 فتى و157 فتاة قتلوا أعمارهم 12 عاما أو اقل.
وقبل أحدث أعمال عنف كان أطفال غزة يدرسون على فترات بسبب نقص المدارس وتخرجوا الى سوق عمالة يعاني فيه 59 في المئة من البطالة.
وأوضحت بشرى أنها أنجزت حتى الآن 11 لوحة في وقت تواصل في العمل على إنجاز لوحات اخرى.
وتسعى بشرى الى التعاون مع عدد من الفنانين لانجاز عدد أكبر من اللوحات لعرضها للجمهور على ان يكون كل ريعها لصالح غزة.
وقالت إن “هناك عدة رسائل من عمل هذه اللوحات أولها ان الاطفال لا ذنب لهم في هذه الحرب التي معظم ضحاياها من الاطفال” .
وأضافت “بما انه لا سلاح لدي لمقاومة الاحتلال فهذا أقل ما يمكن أن أقاوم به الاحتلال أن أوصل رسالة للعالم حول ما جرى” .
وتأمل بشرى ان تنجح بالتعاون مع فنانينن آخرين بعمل عدد كبير من اللوحات وبيعها بسعر رمزي وارسال ما يتجمع من مبالغ لدعم غزة.
وقالت “على الأقل أن نساهم في بناء مدرسة أو روضة أو أي شيء نساعد فيه الاطفال” .
وترى بشرى ان “أكثر الصور تأثيرا من قطاع غزة كانت صور الاطفال الضحايا الذين لم تخل اي مجزرة من عدد منهم” .
وقالت “نريد ان نعمل كل ما نستطيع من أجل مساعدة أهلنا في قطاع غزة” .
ويعمل سكان الضفة الغربية عبر مؤسسات المجتمع المدني والسلطة الفلسطينية على جمع تبرعات عينية ونقدية لسكان قطاع غزة.
وأقيمت العديد من المراكز في مدن الضفة الغربية لجمع المساعدات إضافة إلى إعلان وزارة الأوقاف عن حملة لجمع تبرعات نقدية من المساجد.
واشتملت هذه المساعدات على المياه التي يعاني سكان القطاع من نقص حاد فيها اضافة الى الاغطية والملابس والطعام.
وتحتاج هذه المساعدات الى موافقة الجانب الاسرائيلي لدخولها الى قطاع غزة الذي تسيطر إسرائيل على المعابر المؤدية إليه من الضفة الغربية.
وشوهدت العديد من الشاحنات المحملة بالمواد التموينية والإغاثية وهي تنتظر السماح لها بعبور حاجز عوفر العسكري الإسرائيلي غربي رام الله في طريقها الى قطاع غزة.
المصدر : رويترز