أعلن محمد علّوش كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية، في مباحثات جنيف، استقالته اليوم، الإثنين، احتجاجا على ما أسماه “فشل المفاوضات” في إيقاف الأعمال العدائية ضد المدنيين.
تأتي استقالة علّوش بعد تصاعد شديد في حدة أعمال العنف في سوريا، خاصة حلب وحمص وريف دمشق، فيما قُتل أمس، الأحد، 103 أشخاص، على الأقل، غالبيتهم من المدنيين في المحافظات الثلاث.
وقال علوش، في بيان رسمي صدر عن مكتبه، “هذه الاستقالة هي الثانية التي أقدمها للهيئة العليا”، مشيرا إلى أن الجولات الثلاث التي شهدها مؤتمر “جنيف 3” لم تكن ناجحة بسبب تعنت نظام بشار الأسد واستمراره في قصف الشعب السوري.
وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في فك الحصار وإدخال المساعدات للمناطق السورية المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين والالتزام بالتهدئة، لافتاً إلى أن ما حصل هو زيادة القصف والقتل والتهجير، داعيا المعارضة إلى توحيد صفوفها.
وبحسب البيان، فإن علوش قدم استقالته في 20 مايو الجاري، إلا أنه أعلنها اليوم، الإثنين، عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وبدأت جولة مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة بعد اتفاق “روسي- أمريكي” على وقف الأعمال العدائية في 1 فبراير الماضي، ثم أعلن تعليقها من الثالث إلى 25 فبراير، وعلى الرغم من أنها وصفت بـ “الماراثونية”، إلا أنها لم تؤت نتائجها المرجوة.
وبعد ساعات من إعلان علّوش استقالته، أعلن أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة والطيار المنشق عن الجيش السوري عزمه الاستقالة هو الآخر، إلا أن الائتلاف السوري كان قد أصدر بيانا في مارس الماضي، أعلن فيه إقالته من منصبه على خلفية تصريحات “مسيئة” للأكراد.
ويعتبر علّوش قائدا ميدانيا لتنظيم “جيش الإسلام”، الذي تعتبره روسيا جماعة إرهابية، وجاء اختياره ككبير لمفاوضي المعارضة مفاجأة كبرى بالنسبة لموسكو التي نفذت في 25 ديسمبر 2015، غارة جوية مشتركة مع الجيش السوري لاغتيال ابن عمه وزوج شقيقته زعيم التنظيم زهران علّوش.
محمد علّوش، مؤسس تنسيقية الثورة في مدينة دوما بريف دمشق، التي كانت ضمن أوائل المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، وهي إحدى أكبر قرى الغوطة الشرقية التي استُهدفت بالأسلحة الكيماوية في أغسطس 2013 وقُتل إثره نحو 1400 شخص غالبيتهم أطفال.
وتعثر دي ميستورا حتى الآن في إعلان موعد محدد لاستئناف مفاوضات جنيف 3 للتوصل إلى حل لوقف العنف والمواجهات العسكرية المتزايدة في الداخل السوري، والتي زادت حدتُها لتوقع مئات القتلى المدنيين يوميا.
المصدر: وكالات