أكد وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس و بريطانيا فيليب هاموند أن بشار الأسد لا يمكن ان يشكل جزءا من مستقبل سوريا التي دمرتها الحرب على مدى اربع سنوات لانه يمثل “الظلم و الفوضى و الارهاب و هذا ما ترفضه فرنسا و بريطانيا”.
و أعرب الوزيران- في مقال مشترك نشر في صحيفتي لوموند الفرنسية و الحياة-عن قلقهما من محاولة رد الاعتبار “الذاتية”‘التي يقوم بها الرئيس السوري، معتبرين انه يحاول- عبر وسائل الاعلام الغربية- استغلال الرعب الذي يثيره المتطرفون ليطرح نفسه كحائط صد ضد الفوضى وهذا خطاب يؤثر على البعض الذين يعتبرون ان الظلم و الدكتاتورية أفضل من الفوضى.
و أضاف أن طرح الأسد كحل أمام التطرّف ينم عن عدم معرفة لأسباب الراديكالية، مشيرين الى ان بعد وقوع اكثر من ٢٢٠ ألف قتيل و نزوح الملايين لا ينبغي التوهم بأن غالبية السوريين يوافقون ان يحكمهم مجددا من يقوم بتعذيبهم.
و اعترف الوزيران ان تنظيم داعش يشكل تهديدا للجميع و قالا “من أجل أمننا القومي يجب ان نتغلب على داعش”.
و شدد الوزيران على الحاجة الى شريك لمواجهة المتطرفين ما يعني التوصل الى تسوية سياسية يتم التفاوض بشأنها مع مختلف الأطراف السورية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم بعض هياكل النظام القائم و ممثلي المعارضة من اصحاب الرؤية المعتدلة.
كما أكدا أن الأسد لا يمكن أن يندرج في هذا الإطار كما انه يواصل أضعاف نفسه، واعدين ببذل كافة الجهود لبلوغ حل تفاوضي.
و يأتي رد الفعل هذا من باريس و لندن على خلفية الجدل الذي اثارته زيارة اربع برلمانيين فرنسيين الى سوريا حيث التقى ثلاثة منهم بالرئيس السوري في ظل فشل كل محاولات التفاوض لحل الازمة السورية حتى الان.
و تشكل هذه الزيارة تحديا للسياسة الرسمية الفرنسية القاضية بقطع كافة العلاقات مع الأسد، ومن شأنها تشجيع المطالبين بمعاودة الحوار مع حكومته.
و ادان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند و رئيس وزرائه مانويل فالس بأشد العبارات مبادرة هؤلاء البرلمانيين، مؤكدين انها لا تحمل اي رسالة رسمية و لا تعكس مطلقا موقف فرنسا من نظام بشار الأسد.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)