اعتبرت صحيفة الفايننشال تايمز أن انعدام الواقعية الذي يتهم به في العادة السياسيون ورجال الأعمال الذين يشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ازداد هذه السنة مع انعقاد الاجتماع السنوي للمنتدى هذا الأسبوع عبر الانترنت.
تشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى حديث قادة العالم في هذا الاجتماع عن الدعوة إلى زيادة التعاون الدولي، استجابة لفيروس كورونا، وترى أن هذه الدعوات للوحدة الدولية “تتعارض للأسف مع التطورات في العالم الحقيقي”.
فالاتحاد الأوروبي مثلا الذي دعا قادته إلى التعاون في مواجهة الوباء، يدرس حاليا فرض حظر على تصدير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
كما أن الافتتاحية ترى أن “النضال من أجل اللقاحات يهدد بوضع الجيران الأثرياء، مثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في مواجهة بعضهم البعض”.
في هذا الوقت، تشير الصحيفة إلى أن العديد من البلدان الفقيرة تشعر بالقلق من أنها تقع ضحية ما أطلق عليه سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، تسمية “قومية اللقاح” – حيث تخزن الدول الغنية اللقاحات لشعوبها.
ويضيف المقال إن المشكلة تكمن في أنه حتى البلدان الأسرع في التطعيم، “ستشعر بآثار تباطؤ عمليات التطعيم في أماكن أخرى”.
وتشير إلى حديث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، للصحيفة هذا الأسبوع عن أن تأخير إمدادات اللقاح إلى “الجنوب العالمي” سيزيد من احتمالية تحور الفيروس، ما يجعل اللقاحات الحالية غير فعالة.
وتقول إن فكرة إرسال الدول الغنية لبعض اللقاحات إلى الخارج، في حين أن أجزاء كبيرة من سكانها لم تستفد منها بعد، ستكون فكرة صعبة من الناحية السياسية. لكنها منطقية من الناحية الاقتصادية والأخلاقية.
وتضيف أنه “من دون طرح اللقاحات عالميا، يمكن أن يؤدي نجاح حملات اللقاحات الوطنية إلى زيادة الاكتفاء الذاتي بدلا من الانفتاح”.
وختمت بالقول إن “الحياة الاقتصادية والاجتماعية لن تعود إلى طبيعتها في البلدان الغنية طالما أن الوباء لا يزال مستشريا في أماكن أخرى من العالم”.