ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن الحرب التي تخوضها الإنسانية حاليا ضد جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” أعطت العلم مكانة بارزة بين رأي العامة في عام 2020 أكثر من أي عام آخر في الذاكرة الحية، مع استثناء محتمل لعام 1969 عندما هبط الإنسان على القمر لأول مرة.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني، إنه على الرغم من أن الظروف يمكن أن تكون مختلفة بشكل كبير، إلا أن العلماء يأملون في أن يؤدي دورهم في المعركة ضد كوفيد-19 إلى تعزيز صورتهم؛ ومن ثم زيادة تمويل الأبحاث وجذب المزيد من الشباب إلى وظائف علمية، كما فعل برنامج أبوللو التابع لوكالة ناسا الأمريكية قبل نصف قرن.
ونقلت الصحيفة عن السير فينكي راماكريشنان، وهو عالم الأحياء الجزيئية والحائز على جائزة نوبل، والذي أكمل للتو فترة خمس سنوات كرئيس للجمعية الملكية، وهي الهيئة العلمية العليا في المملكة المتحدة، قوله بإنه “ليس هناك شك في أن استجابة كوفيد عززت سمعة العلم”.
وقالت راشيل يانجمان، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد الفيزياء البريطاني، إنه بالطريقة نفسها التي عزز بها سباق الفضاء في الستينيات العلم إلى ما هو أبعد من المجالات الأكثر انخراطًا بشكل واضح، مثل الفيزياء والهندسة، يجب الشعور بالاستجابة الوبائية التي أثرت بالإيجاب على العلوم بشكل عام وعلى نطاق واسع.
وتابعت الصحيفة أيضا أن أزمة الوباء سلطت أيضا الضوء مباشرة على الإحصاءات والنمذجة الرياضية. كما قال جاري لينيكر، لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق الذي تحول إلى مقدم برامج رياضية على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي:” إن الشيء الإيجابي الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه خلال هذا الكابوس الوبائي بأكمله هو أن البعض منا ربما تعلم قراءة الرسم البياني”
بدورها، قالت تريسي براون، مديرة حملة Sense about Science، وهي حملة خيرية من أجل التفكير العلمي السليم: “لقد كان الطلب الإعلامي على العلماء للتحدث عن أزمة الجائحة ضخمًا .. وقد كان هذا ملحوظًا بشكل خاص مع الإحصائيات ، كما وجد الإحصائيون أنفسهم فجأة مع الكثير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي “.
وقال السير جون هولمان، وهو أستاذ في علم الكيمياء بجامعة يورك ورئيس رابطة تعليم العلوم، إن المدارس والجامعات يمكن أن تتطلع إلى المزيد من الطلاب الذين يختارون دراسة المواد العلمية نتيجة كل الاهتمام الذي يتلقونه خلال الوباء.
وأشار إلى أن هناك نقطة مهمة أخرى تتمحور حول ضرورة استئناف الأنشطة العملية داخل المعامل المدرسية والجامعية، والتي تم تعليقها إلى حد كبير نتيجة لتدابير التباعد الاجتماعي أثناء الوباء، بأسرع ما يمكن القيام بذلك وعلى نطاق واسع.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)