أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم أن دول وسط أوروبا تستعد حاليا لموجة ثالثة من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″؛ حيث حذر المسئولون في جمهورية التشيك من أن النظام الصحي في البلاد على وشك “الانهيار” وقد يحتاج الأمر إلى مساعدة من الخارج.
وذكرت الصحيفة أن البلاد سجلت، على مدار الأسبوعين الماضيين، 968 حالة إصابة جديدة بكورونا لكل 100 ألف شخص، وهو أعلى معدل إصابة في الاتحاد الأوروبي من حيث نصيب الفرد، ما أجبر العديد من المستشفيات على تأخير العلاج غير المتعلق بكورونا.
وحذر فلاديمير سيرني، نائب وزير الصحة التشيكي، في مؤتمر صحفي، من أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن سعة المستشفيات ستغرق في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقال إن الحكومة تدرس مطالبة دول الاتحاد الأوروبي الأخرى باستقبال المرضى.
وأضاف:” لقد بدأنا الحديث عن المساعدة من الخارج. وحتى الآن، جاء العرض الرسمي الوحيد من ألمانيا، التي عرضت مكانًا لتسعة مرضى!”، وأفاد أن “السعة المجانية الحالية للمستشفيات في جمهورية التشيك لا تزيد عن 15 في المائة”.
وأوضحت الصحيفة، في هذا الشأن، أن تحذير سيرني يأتي في واقع الأمر وسط مخاوف أوسع نطاقا في وسط أوروبا بشأن عودة ارتفع عدد المصابين الجدد عبر المنطقة، مصحوبا في بعض البلدان بتفشي السلالة التي ظهرت لأول مرة في المملكة المتحدة.
وقالت: إن سلوفاكيا لم تكن أفضل حالا؛ حيث أفادت أبحاث طبية أن السلالة البريطانية وقفت وراء 74 في المائة من الحالات الجديدة، فضلا عن تسجيل البلاد أكبر عدد من وفيات كوفيد -19 للفرد في العالم خلال الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية السلوفاكي إيفان كوركوك يوم أمس الأول إنه سيطلب من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إرسال لقاحات إضافية إلى سلوفاكيا لمساعدتها في التعامل مع الوضع “المأساوي” في الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 5.4 مليون نسمة، حيث تجاوز عدد الوفيات المرتبطة بكورونا 100 شخص يوميًا عدة مرات في الأسبوعين الماضيين.
وأضاف كوركوك للصحفيين في بروكسل:” أدرك تمامًا أن البلدان الأخرى تعاني من نقص في اللقاحات أيضًا، لكن سلوفاكيا الآن، بناءً على حقيقة أن لدينا أعلى معدل وفيات في الوقت الحالي في أمس الحاجة إليها”.
وفي بولندا، حيث تمثل السلالات الجديدة الآن 10 في المائة من الإصابات الجديدة، يفكر المسؤولون في قواعد أكثر صرامة بشأن ارتداء الأقنعة، وتشديد الضوابط على الحدود.
وحذر وزير الصحة آدم نيدزيلسكي من أن بولندا تواجه “زيادات مستمرة تقريبًا لمدة شهر في عدد الحالات الجديدة، وأن الموجة الثالثة لن تصل إلى ذروتها إلا في أواخر مارس أو أوائل أبريل.
وأضاف: “حتى الآن، تشير التوقعات إلى أن ذروة هذه الموجة الثالثة ستتراوح في المتوسط بين تسجيل من 10 آلاف إلى 12 ألف حالة يوميًا، وهو رقم تعاملنا معه في السابق، لكنه يبقى مرفقا بعلامة استفهام كبيرة؟!”.
وشهدت المجر أيضًا -حسبما أفادت الصحيفة البريطانية- ارتفاعًا حادًا في الحالات الجديدة، حيث ارتفعت أعداد الإصابة خلال الأيام السبعة الماضية بنسبة 50 في المائة مقارنة بالأيام السبعة السابقة، كما ارتفعت أيضا أعداد الوفيات.
وقالت سيسيليا مولر، كبيرة المسؤولين الطبيين في المجر، إن انحسار الموجة الثانية في وسط أوروبا قد تعطل بسبب وصول الموجة الثالثة، ما يعني أن الموجة الأخيرة كانت “تبدأ من مستوى أعلى” من سابقتها.
وحذرت، في مؤتمر صحفي عقدته في هذا الشأن، من أن “السلالة البريطانية الجديدة شديدة الضراوة”، فيما أكدت أن بلادها تأمل في أن تساعد حملة التطعيم المكثفة -بمساعدة 5 ملايين جرعة من لقاح سينوفارم الصيني، الذي سيبدأ طرحة في وقت لاحق من اليوم- في إبطاء معدل الإصابة.
وكانت المجر أول دولة في الاتحاد الأوروبي توافق على لقاح سينوفارم، إلى جانب سبوتنيك-في الروسي، وهو اللقاح الذي طوره صندوق استثمار روسي، وقال رئيس الوزراء اليميني فيكتور أوربان إنه سيأخذ اللقاح الصيني لأنه “يثق” به أكثر.
المصدر : أ ش أ