“فاينانشيال تايمز”: تعليق المحادثات بشأن سوريا انتكاسة جديدة للعلاقات الأمريكية الروسية
اعتبرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية تعليق محادثات سوريا بين واشنطن وموسكو بمثابة انتكاسة جديدة للعلاقات بين البلدين.
وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني – أن إعلان الولايات المتحدة تعليق المفاوضات مع روسيا حول اتفاق وقف إطلاق نار بالنسبة لسوريا يعد تسليما نهائيا بأن خطة السلام المعلنة قبل 3 أسابيع قد انهارت.
وقالت الصحيفة إن الإعلان الأمريكي يأتي بعد تحرك قوات النظام السوري إلى داخل مدينة حلب التي يسيطر عليها الثوار عقب عدة أيام من قصف مكثف.
وأضافت أن الإعلان يأتي أيضا عقب قرار روسيا أمس الاثنين بإلغاء اتفاق مع الولايات المتحدة للتخلص من البلوتونيوم الذي يستخدم في الأسلحة، وهو مؤشر آخر على العلاقات المتدهورة بين موسكو والغرب، موضحة أن المحادثات مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا كانت فعليا هي المحاولة الأخيرة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعادة إطلاق عملية سلام خلال الأشهر الأربعة المتبقية له في الرئاسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة سبق أن عرضت التعاون مع روسيا بشأن الضربات الجوية ضد الجماعات الإرهابية في سوريا، وهو ما دفعت موسكو من أجله طويلا في مقابل إقناع روسيا لنظام الأسد بوقف العمليات في مناطق متنازع عليها عديدة من البلاد.
ورجحت الصحيفة أن الانهيار الرسمي لاتفاق وقف إطلاق النار من شأنه أن يؤدي لموجة جديدة من النقاش داخل الإدارة الأمريكية بشأن تصعيد دعمها للمعارضة المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما يخاطر بتعرضها بنهاية المطاف لاجتياح في حلب.
ولفتت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرح في مرسوم الإعلان عن إلغاء الاتفاق مع أمريكا بشأن البلوتونيوم قائلا إن “القرار يعكس ظهور تهديد للاستقرار الاستراتيجي ويعد نتيجة لأعمال لا تتسم بالود من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا الاتحادية”.
وبحسب الصحيفة فإن المرسوم يجدد التأكيد على التزام روسيا بالتخلص من البولوتنيوم لكنه يعني اعتزام القيام بذلك بدون المراقبة الدولية المنصوص عليها في الاتفاقية.
ورأت الصحيفة أن انهيار تلك الاتفاقية يعد أحدث الخلافات العديدة في الدبلوماسية النووية الأمريكية الروسية منذ عودة بوتين إلى الرئاسة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)