“فاينانشيال تايمز” ترصد توقعات بحدوث اضطرابات بالمشهد السياسي باليابان عقب استقالة آبي
رصدت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة عدة توقعات بحدوث اضطرابات في المشهد السياسي في اليابان بعدما أعلن رئيس الوزراء شينزو آبي استقالته من منصبه ومن قيادة الحزب الحاكم، لكنها أكدت أن آبي استطاع خلال فترة ولايته أن يجدد ثقة المجتمع الدولي في بلاده قبل أن يعلن بنفسه نهاية حكم أطول رؤساء وزراء حكموا اليابان.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، إن آبي أخفق، مع ذلك، في تحقيق أهدافه الرئيسية مثل مراجعة دستور اليابان السلمي أو تسوية النزاع الإقليمي مع روسيا أو حتى تحقيق إنعاش اقتصادي يكفي للوصول للقضاء على معدلات التضحم.
وكان آبي قد أعلن، في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم في طوكيو، عن استقالته من منصبه بسبب ما يعانيه من مرض مزمن في الأمعاء اشتد في الآونة الأخيرة، منهياً فترة ثماني سنوات جعلت منه الزعيم الأطول خدمة في تاريخ بلاده.
وأضافت الصحيفة “أن رحيل آبي سيطلق بدوره سباقًا على قيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم الذي ينتمي إليه آبي، حتى في الوقت الذي تكافح فيه اليابان للتعامل مع تداعيات جائجة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وما سببه من ركود اقتصادي عميق؛ علاوة على تصاعد النزاعات الاقليمية مع جيرانها في الصين وكوريا الجنوبية”.
وأبرزت الصحيفة البريطانية أنه من المتوقع أن تتسبب استقالة آبي في اضطراب في الحياة السياسية اليابانية، إذ ليس هناك أي خلف معروف لآبي حاليا..وفي الأيام الأخيرة، حاول الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوجا نفي التكهنات باستقالة رئيس الوزراء قبل انتهاء فترة ولايته.
وتابعت تقول ” إن آبي كان يأمل خلال فترة حكمه لليابان في إعلان نهاية الانكماش الاقتصادي ، ثم التنحي بعد عقد دورة ألعاب أولمبية ناجحة، لكن جائحة (كوفيد-19) لم تؤد فقط إلى تأجيل دورة ألعاب طوكيو للعام القادم، بل قضت أيضا على معظم ما حققه آبي من نجاجات في الاقتصاد”.
تعليقاً على ذلك، نقلت “فاينانشيال تايمز” عن تومواكي إيواي، الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة نيهون، قوله:” إن آبي عزز جوانب الاستقرار في السياسة اليابانية وزاد من الوجود الدولي لليابان…لكن من حيث النتائج الملموسة، فقد تلاشت إلى حد كبير”.
أما المحلل السياسي أتسو إيتو كان أكثر انتقاداً لحكومة آبي، وأكد أن من سيتولى منصب رئيس الوزراء سوف يخدم البلاد في وقت صعب.
فقد كثفت الصين في الآونة الأخيرة توغلاتها حول جزر سينكاكو أو دياويو المتنازع عليها مع اليابان، بينما انحرفت واشنطن بين فك الارتباط والضغط على الحلفاء لاتخاذ موقف متشدد ضد بكين ، ورغم أن آبي أقام علاقة شخصية ودية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن خلفه سيكافح لتكرارها إذا ما فاز الرئيس الأمريكي بإعادة انتخابه، وفقا للصحيفة.
وأوضحت “فاينانشيال تايمز” أن خلافة آبي ستعتمد على الأرجح على ما إذا كان الحزب الديمقراطي سيجري انتخابات كاملة، يستطيع فيها مسئولو الحزب الإقليميون بالتصويت أم سوف يتحجج بحالة الطوارئ الناجمة عن فيروس /كورونا/ كسبب لإجراء تصويت سريع بين البرلمانيين.
ففي حال إجريت انتخابات كاملة، فإن المرشحين سوف يشملون كبار الساسة في اليابان مثل فوميو كيشيدا، رئيس السياسة في الحزب الديمقراطي الليبرالي، وشيجيرو إيشيبا، وزير الدفاع السابق، والمنافس الشرس لآبي منذ فترة طويلة، كما أنه يحظى بدعم القاعدة الشعبية أكثر من دعم زملائه في البرلمان.
أما إذا اجريت انتخابات سريعة فسوف تقتصر على أعضاء البرلمان، وسيكون أحد أبرز مرشحيها هو كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيهيدي سوجا، الذي كان يلعب دوراً محورياً في حكومة آبي ويُنظر إليه على أنه رجل سياسية محنك من وراء الكواليس، وفقا للصحيفة البريطانية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)