سلطت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الضوء على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع كامل للعلاقات مع الصين، في تصعيد جديد للتوترات الأمريكية القائمة مع بكين التي تلقي واشنطن عليها باللوم في تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بدول العالم.
ونقلت الصحيفة – في عددها الصادر، اليوم الجمعة، في سياق تعليق لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن – عن ترامب قوله أمس الخميس “إن هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها، منها قطع العلاقة بأكملها.. والآن إذا فعلت ذلك، ماذا سيحدث؟ ستوفر 500 مليار دولار”.
وقالت الصحيفة “إنه لم يتضح بعد ما يمثله هذا الرقم، حيث كان ترامب يرد على سؤال حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة رفض تأشيرات الطلاب الصينيين لزيارة مواقع علمية حساسة داخل الولايات المتحدة”.. مشيرة إلى أن البيت الأبيض درس في عام 2018 منع إصدار تأشيرات دخول للطلاب الصينيين، لكنه تراجع عن الفكرة، التي دفع بها ستيفن ميللر، وهو مساعد متشدد للبيت الأبيض ومقرب من ترامب.
وأضافت “أن ترامب زاد في الأسابيع الأخيرة انتقاده للحكومة الصينية بشأن الطريقة التي تعاملت بها مع الكشف عن الفيروس، وهدد بأن بكين ستضطر إلى دفع ثمن ذلك. لكنه لم يشرح قصده من وراء قطع العلاقات.. فيما أعلن بعض المسئولين الأمريكيين رغبتهم في إزالة الشركات الصينية من سلاسل التوريد الأمريكية”.
وبعد الضغط عليه لشرح كيفية إجبار الشركات الأمريكية على نقل سلاسل التوريد الخاصة بها، قال ترامب، في حواره أمس مع إحدى الشبكات الإخبارية الأمريكية، “إن أحد الحيل لتنفيذ ذلك، وبصراحة، تتمثل في فرض الضرائب عليهم إذا قاموا بتصنيع المنتج في الخارج”.
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو الصين إلى وقف التجسس السيبراني المرتبط بأبحاث الولايات المتحدة المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا، وحثها على أن تكون أكثر شفافية في تقديم المعلومات حول الوباء.. فيما أشار روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي، في رسالة أوضحت مخاوفه، إلى أن الحكومة الصينية لا تسمح للمحاسبين الأمريكيين بمراجعة حسابات الشركات الصينية المدرجة في البورصات الأمريكية.
وتعليقا على ذلك، قالت (فاينانشيال تايمز) “إن هجوم ترامب المتكرر على الصين جزء من حملة يعتقد العديد من الخبراء أنها ستتصاعد مع اقتراب انتخابات نوفمبر الرئاسية.. ففي سباقه عام 2016، ظل ترامب ينتقد الصين بشكل متكرر بسبب سياساتها التجارية، لكنه فشل في إحداث تأثير كبير على العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين”.
ولدى سؤاله عن التقارير التي تفيد بأن الصين تريد إعادة التفاوض على المرحلة الأولى من اتفاق التجارة، الذي تم التوقيع عليه في وقت سابق من هذا العام لتخفيف الحرب التجارية بين البلدين، أكد الرئيس الأمريكي أنه لا ينوي إعادة تفعيل مثل هذه الاتفاقية.
المصدر: وكالات