أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين أن عدداً من الحكومات الأوروبية، التي تواجه ارتفاعًا في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، تلجأ حالياً إلى طرق أكثر إبداعًا لزيادة معدلات التطعيم، وسط انخفاض في وتيرة التطعيمات في معظم أنحاء القارة، وتعتمد في معظمها على سياسات “العصا والجزرة”.
وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني) أن فرنسا تبنت نهجًا متشددًا، حيث طلبت من العاملين الصحيين الحصول على جرعة كوفيد-19 أو إيقافهم عن العمل دون أجر، وألزمت على كل شخص آخر اقتناء “بطاقة صحية” لإثبات حصوله على التطعيم أو خضوعة للاختبار أو تعافيه من الفيروس قبل أن يتمكن من دخول دور سينما أو مطعم أو أي منشأة عامة.
وقد سلكت اليونان مسارًا مشابهًا، غير أن هناك دولًا أخرى، لا سيما ألمانيا، اتخذت نهجًا أكثر دقة، حيث زادت الضغوط بمهارة، والمحاولات الاقناعية، تجاه من يترددون في تلقي اللقاح بدلاً من إجبارهم بموجب القانون على تلقيه.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات الألمانية فرضت منذ يوم أمس، على سبيل المثال، على المسافرين غير المطعمين إظهار اختبار سلبي لكوفيد قبل السماح لهم بالعودة إلى ألمانيا. كما تقوم السلطات على المستوى المحلي أيضًا بتجربة سياسة “الحوافز” لدفع الناس إلى الحصول على اللقاح؛ ففي احدى البلدات الواقعة بشرق ألمانيا حصل حوالي 250 شخصاً في يوم أمس الأول فقط على نقائق مجانية بمجرد خروجهم من مراكز التطعيم.
مع ذلك، ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بتحذير رافضي اللقاحات من القيود المحتملة على حريتهم ما لم يتم تلقيحهم. وقال وينفريد كريتشمان، رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرج الألمانية:” هذا هو الوضع في المستقبل، فالحريات الواسعة ستُمنح لأولئك الذين تم تطعيمهم بينما ستصبح الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لأولئك الذين لم يتم تطعيمهم. وسيتعين عليهم وقتها قبول ذلك”. وجاء مثال على ذلك في الأسبوع الماضي عندما أعلنت عدداً من الفنادق الألمانية أنه اعتبارًا من أكتوبر المقبل لن يتم قبول إلا الضيوف الذين تم تطعيمهم بالكامل.
وفي هذا، أضافت “فاينانشيال تايمز” أنه على الرغم من أن الحياة في جميع أنحاء أوروبا عادت إلى طبيعتها بشكل كبير مع رفع الإغلاق وإعادة فتح المطاعم والحانات والاستمتاع بإجازاتهم الصيفية، إلا أن المسئولين، في الأسابيع القليلة الماضية، أعربوا عن قلقهم من أن المصطافين العائدين سوف يتسببون في إصابات جديدة في الوقت الذي تباطأت فيه وتيرة التطعيم في جميع الاقتصادات الرائدة.
كما أن عدد الإصابات الجديدة آخذ في الارتفاع بالفعل في العديد من البلدان، مدفوعًا بانتشار متغير دلتا شديد العدوى. وأعلن معهد روبرت كوخ الألماني الأسبوع الماضي، أن “الموجة الرابعة” بدأت بالفعل. وفي ظل هذه الخلفية، تحاول الحكومات الأوروبية معرفة كيفية تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص كطريقة لحماية الأنظمة الصحية من الموجات الجديدة المستقبلية للوباء /على حد قول الصحيفة البريطانية.
وأخيرا، أبرزت “فاينانشيال تايمز” أن الولايات المتحدة، التي لديها مخاوف مماثلة، تبنت هي الأخرى نهج العصا والجزرة حيث دعا الرئيس جو بايدن الولايات إلى تقديم مكافآت نقدية بقيمة 100 دولار للمُلقحين، وقال إنه يجب على الموظفين الفيدراليين إظهار دليل على تطعيمهم أو ارتداء أقنعة في أماكن عملهم. غير أن بايدن حتى الأن، وكذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رفضا استبعاد التطعيمات الإجبارية.
ومع ذلك، حذر هيلج براون رئيس موظفي المستشارة ميركل والمكلف بمتابعة تعامل الحكومة الجائحة، الشهر الماضي من أن الأشخاص غير المُلقحين قد يُمنعوا من دخول المطاعم ودور السينما والملاعب الرياضية حتى لو كانت نتيجة اختباراتهم سلبية. وأكد أن “الخطر المتبقي لإصابة الآخرين لايزال مرتفعا للغاية”.