ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في عددها الصادر اليوم /السبت/، أن الولايات المتحدة حذرت روسيا من أن أي عدوان عسكري ضد أوكرانيا سيكون خطأ فادحًا؛ بعد ورود معلومات استخباراتية غربية أظهرت حشدًا للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية.
وأوضحت الصحيفة – في سياق تعليق لها نشرته عبر موقعها الرسمي – أن هذه التحذيرات جاءت بعد أن أبلغت واشنطن وكييف حلفاءهما في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع أن زيادة القوات الروسية على الحدود قد تشير إلى استعدادات لغزو روسي وشيك لأوكرانيا، وزعما بأن موسكو تعمل على تأجيج حرب انفصالية بالوكالة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، التي تؤكد أن الصراع في هذه المنطقة أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص.
وأفادت الصحيفة بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشعر بالقلق من أن نوايا موسكو تجاه أوكرانيا يمكن أن تعرقل المحادثات المبدئية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الهجمات الإلكترونية والسيطرة على الأسلحة، لاسيما بعدما ترأس بيل بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية، وفدا أمريكيا إلى موسكو هذا الشهر لمناقشة ملف أوكرانيا، من بين مواضيع أخرى.
وقال أنتوني بلينكين وزير خارجية الولايات المتحدة، في حديثه للصحفيين أمس الجمعة، إن واشنطن قلقة للغاية بشأن التحركات غير النظامية للقوات التي نراها تقترب من حدود أوكرانيا، وأضاف، في إشارة إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا، أنه “سيكون خطأ فادحًا لروسيا تكرار ما فعلته في 2014”.
من جانبه، نفى المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسي “الكرملين” ديمتري بيسكوف أمس تلك المخاوف، قائلاً إن روسيا “لا تشكل تهديدًا لأحد”، وأضاف “قلنا مرارًا وتكرارًا أن تحركات قواتنا المسلحة على أراضينا يجب ألا تكون مصدر قلق لأحد”.
وقال مسئول كبير بالاتحاد الأوروبي، الذي رفض ذكر اسمه، إن الكتلة طلبت من السلطات الروسية معلومات حول زيادة القوات بعد أن أبلغها مسئولون أمريكيون بالتطورات في الأسبوع الماضي، وأضاف أننا نشهد مرة أخرى حشدًا للقوات الروسية، ونتشاور مع شركائنا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن تقييم الوضع، الذي شكل تطورا مقلقا للغاية.
وأوضح مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات خاصة “للفاينانشيال تايمز”، أن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف سيتوجه إلى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل لإجراء مزيد من المشاورات.
وأضاف المستشار “السؤال الحقيقي هو ما الذي ستفعله الولايات المتحدة والناتو لردع أي اعتداء روسي مخطط”، مشيراً إلى أن بلاده طلبت من الولايات المتحدة دعمًا أمنيًا عاجلاً، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، أو أنظمة الدفاع الجوي، “أو أي شيء”.