قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الثلاثاء، إن الاقتصاد المصري يوشك على تجاوز اقتصاد جنوب افريقيا ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في افريقيا مقوما بالدولار.
وأضافت الصحيفة أن دراسة لبنك الاستثمار رينسانس كابيتال أظهرت أن الناتج المحلي الاجمالي لمصر سيصل إلى 315 مليار دولار في 2015 بفارق ضئيل عن جنوب أفريقيا المتوقع أن تحقق 317 مليار دولار والتي فقدت المركز الأول كأكبر اقتصاد في افريقيا عام 2014 لصالح نيجيريا.
واعتبرت فاينانشال تايمز أن الارقام تمثل تغيرا دراميا بالمقارنة مع عام 2014 حين بلغ الناتج المحلي الاجمالي لمصر 286 مليار دولار بفارق كبير عن ناتج جنوب افريقيا الذي بلغ 350 مليار دولار، حسب الأرقام المنشورة من صندوق النقد الدولي.
وأجرى رينسانس كابيتال تحديثا لتلك الأرقام حسب تقديراته لنمو الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي والتضخم في العام الميلادي الجاري مع الأخذ في الاعتبار التحركات في أسعار الصرف.
وأثر العامل الأخير بقوة في اقتراب الاقتصاد المصري من المركز الثاني في ظل محاولات مصر التحكم في انخفاض سعر الجنيه مما قلص التراجع إلى 8.7 بالمئة هذا العام لكن حتى أيام قليلة ماضية حين أجرى بنك الاستثمار حساباته كان الراند (عملة جنوب افريقيا) قد انخفض بنسبة 16.8 بالمئة مقابل الدولار رغم أنه عوض لاحقا بعض خسائره.
وأشار تحليل بنك رينسانس كابيتال إلى أن الجنيه المصري الآن يعتبر أكبر عملة مقومة بأكثر من قيمتها من عملات الأسواق الناشئة في حين ربما يكون الراند أكثر عملة مقومة بأقل من قيمتها.
كان البنك المركزي قد سمح في يناير الماضي بهبوط سعر الجنيه أمام الدولار إلى مستوى 7.53 بعد أن ثبته لما يزيد على ستة أشهر عند مستوى 7.14 جنيه، وذلك لمكافحة تداول الدولار في السوق السوداء بفارق كبير.
وفي يوليو الماضي سمح بانخفاض جديد بقيمة 20 قرشا في سعر الجنيه ليصل إلى مستوى 7.73 أمام الدولار، وأبقى عليه عند هذا المستوى حتى الآن.
وتتوقع بنوك استثمار أن يقدم البنك المركزي على خطوات جديدة لخفض قيمة الجنيه في السوق الرسمي قبل نهاية العام الجاري ليهبط إلى مستوى 8 جنيهات للدولار.
وذكرت فايناشال تايمز ان بنك رينسانس كابيتال يتوقع انخفاض قيمة الجنيه بنسبة 20 في المئة أمام الدولار على مدى 24 شهرا قادمة. وأضافت أنه إذا حدث ذلك وتمكن الراند من الاستقرار فقد يمكن لجنوب أفريقيا مرة أخرى أن تتجاوز مصر في قيمة الناتج المحلي الاجمالي مقوما بالدولار.
لكن الصحيفة نقلت عن تشارلز روبرتسون كبير الاقتصاديين العالميين في البنك قوله إنه يعتقد أن النمو الأسرع في مصر سينتصر في نهاية الأمر.
وأضاف “اتخيل ان مصر ستتجاوز جنوب أفريقيا بصورة دائمة.”
وقال “توجد قصة نمو هناك (في مصر). كان هناك كثير من عدم اليقين من 2011 إلى 2014 حيث كان الناس لا يستثمرون ويوجد الآن احتاج لتشييد البنية التحتية. منذ تولى (الرئيس عبد الفتاح) السيسي السلطة، توجد ثقة أكبر لدى المستثمرين.”