دعت منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) الى ضرورة زيادة نمو الغذاء في العالم بنسبة 60% قبل حلول عام 2050 من اجل تلبية احتياجات النمو السكانى، حيث من المتوقع ان يصل تعداد البشرية لنحو 9 مليارات نسمة.
جاء ذلك في كلمة للمدير العام لمنظمة “فاو” جوزيه جرازيانو دا سيلفا القاها اليوم أمام الجلسة الافتتاحية لاعمال الدورة 24 للجنة الزراعة المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما (مقر الفاو) وزعت في القاهرة.
وقال مدير “فاو” أن واضعي السياسات ينبغي عليهم أن يدعموا نسقاً واسعاً من المنهجيات لإصلاح نظم الغذاء العالمية، لكي تصبح أوفر صحة وأكثر استدامة؛ والمتعين “الإقرار بأننا لا يمكننا الاعتماد على نموذج المدخلات المكثفة لزيادة الإنتاج وأن الحلول المعتمدة في الماضي قد كشفت عن حدود تقييدية”.
وأضاف داسيلفا، أن التحديات الرئيسية اليوم تتمثل في خفض استخدام المدخلات الزراعية، وبخاصة المياه والمواد الكيميائية، من أجل وضع قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك على مسار أكثر استدامة وأعلى إنتاجية في الأمد الطويل.
وأوضح المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة أن خيارات مثل الايكولوجية الزراعية، والزراعة “الذكية مناخياً” ينبغي أن تُستكشَف بعد وأن تُستَشرف آفاق التكنولوجيا الحيوية واستخدام الكائنات المحورة وراثياً، مشيراً إلى أن إنتاج الغذاء يجب أن ينمو بنسبة 60 بالمائة بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتوقع في عدد سكان الكوكب والمنتظر أن يبلغ 9 مليارات نسمة. وأضاف قائلاً، “ونحن بحاجة إلى استكشاف هذه البدائل باستخدام نَهج شامل يستند إلى العلم والأدلة، وليس إلى الأيديولوجيات”، وكذلك علينا “أن نحترم الخصائص، والسياق المحلي”.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية دانيلو ميدينا، رئيس جمهورية الدومنيكان، التى نجحت بلاده في تقليص نسبة الجوع باكثر من النصف (من 34% عام 1990 الى اقل من 15% حاليا) وهذه النسبة اعلى من المتوسط العالمى المطلوب وهو النصف بحلول 2015.
وذكر ميدينا أن حكومته مؤيد قوي لمبدأ “الغذاء هو حق عالمي للجميع”، وأن “الاستراتيجية الوحيدة المجدية لمكافحة الجوع إنما تكمن في إنعاش الريف وتدعيم الدخل بالمناطق الريفية”.
وكشف الرئيس ميدينا أن الفقر بالمناطق الريفية في جمهورية الدومنيكان تراجع بفارق تسع نقاط مئوية خلال الأشهر الثماني عشر الأولى من عمر الحكومة الحالية، أي بأسرع من معدل تقليص الفقر على الصعيد الوطني، وذلك بفضل جملة من السياسات اشتملت على مضاعفة حجم القروض الزراعية تقريباً خلال ما لا يتجاوز عامين، وتضمين الكثير منها لشروط ائتمان محسنة، وإطالة فترات السماح، وتطبيق التأمين على محاصيل صغار المزارعين.”
وأعلن الرئيس الدومينكاني إن الريف في بلاده يمر بثورة حقيقية”، وأن “زراعة الكفاف في قطع صغيرة من الأراضي تديم الحلقة المفرغة للفقر. والطريقة الوحيدة التي يمكن أن ترفع تنافسية المنتجين لدينا هي ضمّ القوى معاً”. وأضاف، “ونحن نشاهد من خلال العمل المشترك، أننا نتمكن من بلوغ مستويات إنتاجية غير مسبوقة”، علماً بأن جمهورية الدومينكان بلغت الهدف الإنمائي للألفية قبل الموعد المحدد، وقلّصت نسبة سكانها الذين يعانون الجوع إلى 15 بالمائة من أصل 34 بالمائة في عام 1990.
يذكر ان لجنة الزراعة التابعة للفاو تجتمع مرة كل سنتين، وتنصبّ الموضوعات المركزية التي تجري مناقشتها هذا الأسبوع على إدارة المياه، والأمراض الحيوانية، وخاصة الجهود الرامية إلى تكرار نجاح اجتثاث الطاعون البقري في حالة مرض آخر هو طاعون المجترات الصغيرة، وإدارة التربة، وسلامة المواد الغذائية ومأمونيتها.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط