قضى 17 طفلا على الاقل فى غرق ثلاثة قوارب كانت فى طريقها من تركيا إلى اليونان، بحسب ما افاد مسؤولون الجمعة، فى مأساة أخرى تصيب المهاجرين الذين يغامرون بعبور البحر سعيا للجوء إلى اوروبا.
وقضى تسعة بالغين كذلك فى غرق القوارب فى حادث يسلط الضوء مرة أخرى على الخسائر البشرية بين المهاجرين فيما تواجه اوروبا اسوأ ازمة مهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية.
وتمكن مسؤولو الانقاذ فى اليونان وتركيا من انتشال 157 شخصا اخرين من المياه، فى الحادث الذى يعتبر واحدا من سلسلة حوادث الغرق التى اصبحت امرا شبه يومى مع تحدى الاف المهاجرين ظروف الشتاء الصعبة لعبور البحر فى قوارب متهالكة ومكتظة.
واعتبر رئيس الوزراء اليونانى الكسيس تسيبراس أن فشل اوروبا فى منع “ماساة انسانية” أخرى امر “مخجل”، مؤكدا على ضرورة الحيلولة دون أن يصبح بحر ايجه مقبرة للفارين من الحرب والمعاناة.
ووقعت معظم الوفيات قبالة جزيرتى كاليمنوس ورودس حيث قضى 22 شخصا من بينهم 13 طفلا عندما غرق قاربان ليل الخميس الجمعة، بحسب ما افاد مسؤولو الميناء الجمعة.
وتم انقاذ اجمالى 138 شخصا من قاربين فقط فيما يواصل حرس السواحل عمليات البحث عن ناجين اخرين. وشمالا شاهد مراسل وكالة فرانس برس قاربا اخر على وشك الغرق قبالة جزيرة ليسبوس، وجلست مجموعة من الاشخاص اليائسين على سطح القارب يصرخون طالبين النجدة.
وغرق اربعة اطفال جميعهم من السوريين عندما انقلب قاربهم اثناء توجهه إلى جزيرة ليسبوس بسبب سوء الاحوال الجوية رغم أن حرس السواحل التركى انقذ 19 شخصا اخرين، بحسب وكالة دوغان للانباء.
وتاتى هذه الحوادث بعد غرق 17 شخصا قبالة جزيرتى ليسبوس وساموس الاربعاء من بينهم 11 طفلا.
“موت شبه يومى ” ورغم سوء الاحوال الجوية مع بدء فصل الشتاء الذى يجعل الرحلة الخطرة اصلا اكثر خطورة، وصل عدد قياسى من 48 الف لاجئ ومهاجر الاسبوع الماضى إلى اليونان، بحسب منظمة الهجرة الدولية. وصرح تسيبراس “كمسؤول اوروبى اشعر بالخجل لعدم قدرة اوروبا على الدفاع عن قيمها”. وقال “واجبنا الاول هو انقاذ حياة الناس وعدم السماح بان يصبح بحر ايجه مقبرة”.
وشدد رئيس الوزراء اليونانى على ضرورة “ان تحترم تركيا التزاماتها” بوقف تدفق اللاجئين من اراضيها بالقوارب، مؤكدا على استعداد اثينا أن تكون “رابطا بين الاتحاد الاوروبى وتركيا” بهذا الشان. ومع هبوب عواصف الشتاء على البحر، اكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على وجود “حاجة ملحة” لتعزيز قدرات البحث والانقاذ فى المنطقة.
وقالت اليساندرا موريلى من المفوضية فى بيان الخميس “لقد حذرنا على مدى اسابيع بان الوضع السيء يمكن أن يصبح اكثر سوءا اذا واصل اللاجئون والمهاجرون اللجوء إلى المهربين لارسالهم إلى البحر رغم تدهور الطقس”.
واضافت “لقد تحققت مخاوفنا الان. فكل يوم تقريبا الآن نشاهد اطفالا وبالغين ومسنين وشبابا يموتون اثناء محاولتهم الوصول إلى اوروبا”.
وفى اسبانيا يبحث المنقذون عن 35 شخصا على الاقل كانوا على متن قارب واجه مشاكل بعد ابحاره من شمال المغرب الاربعاء. وتم انقاذ 15 شخصا من القارب الخميس.
المصدر: أ ف ب