أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون سيتوجه مساء الخميس بخطاب إلى الأمة، غداة إسقاط نواب البرلمان حكومة ميشال بارنييه التي تشكلت قبل ثلاثة أشهر فقط.
يأتي ذلك فيما دعا أقصى اليسار إلى استقالة ماكرون وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، موقف لا تشاطره زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان التي تبنت موقفا أكثر اعتدالا.
ويخاطب الرئيس إيمانويل ماكرون الفرنسيين مساء الخميس غداة حجب الجمعية الوطنية الثقة عن الحكومة ما يعمق الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.
وسيتوجه ماكرون العائد للتو من زيارة قادته إلى السعودية بخطاب للأمة عند حدود الساعة 19,00 بتوقيت جرينيتش حسبما أعلن مكتبه الأربعاء. ولم يعط معاونوه أي تفاصيل حول موعد تكليف رئيس جديد للوزراء.
والأربعاء، حجب نواب البرلمان الثقة عن حكومة ميشال بارنييه التي شكلت قبل ثلاثة أشهر فقط، للمرة الأولى منذ 1962 ما يعمق عدم اليقين السياسي والاقتصادي في بلد أساسي بالاتحاد الأوروبي.
وبعد نقاشات استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة، أيّد 331 نائبا إسقاط الحكومة فيما كانت مذكرة حجب الثقة تحتاج إلى 289 صوتا فقط.
وسط هذه التطورات، دعا حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي مساء الأربعاء ماكرون إلى الاستقالة. وطلبت رئيسة مجموعة الحزب في الجمعية الوطنية ماتيلد بانو من “إيمانويل ماكرون الرحيل” داعية إلى “انتخابات رئاسية مبكرة”. لكن مصير ماكرون الذي تستمر ولايته حتى 2027، غير مرتبط دستوريا بحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء.
في المقابل، اعتمدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان موقفا أكثر اعتدالا مقارنة بحزب فرنسا الأبية في أول ردّ فعل لها على حجب الثقة، مؤكدة أنها ستفسح المجال أمام رئيس الحكومة المقبل “العمل على بناء ميزانية مقبولة للجميع بشكل مشترك”.
وقالت لوبان: “لا أطالب باستقالة إيمانويل ماكرون”.
وينبغي على ماكرون الآن تعيين رئيس وزراء جديد على خلفية مديونية متنامية في البلاد.
فمن المتوقع أن يبلغ العجز العام 6,1 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي في 2024 أي أكثر بكثير من 4,4 بالمئة كانت متوقعة في خريف 2023، فيما سيؤثر عدم اليقين السياسي على كلفة الدين وعلى النمو.
ويبدو الانقسام واضحا بين اليسار والوسط واليمين للاتفاق على حكومة ائتلافية جديدة.
المصدر: أ ف ب