لا يخفى على أحد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حقق مكاسب كبيرة من خلال الضربة التي وجهها للنظام السوري، أكبر من الهدف المعلن أي معاقبة الرئيس بشار الأسد على استخدام الكيماوي. ويمكن القول أن ترامب ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.
الهدف الأول من الضربة الأميركية، التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري الذي استخدم في الهجوم الكيماوي حسب واشنطن، كان ردع النظام السوري لمنعه من استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا.
وحسب البنتاغون فإن الضربة التي استهدف المطار العسكري في ريف حمص بـ59 صاروخا من طراز توماهوك، أسفرت عن دمار شبه كامل في المطار العسكري وقلصت القدرات الكيماوية للنظام السوري.
ومن خلال هذه الضربة ظهر ترامب بمظهر الرئيس الحاسم، خلافا لسلفه باراك أوباما الذي رسم خطا أحمر للأسد يحظر عليه استخدام الكيماوي. ولكن عند استخدامه في أغسطس 2013 لم يرد عسكريا بل عقد اتفاقية مع روسيا لتخليص الأسد من أسلحته الكيماوية، وهو الأمر الذي تبين لاحقا أنه لم يتم بشكل كامل، حسب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
نجح ترامب أيضا، عبر ضرب الأسد، وهو الرئيس الذي تدعمه موسكو عسكريا وسياسيا في استعادة الدور القيادي الأميركي الذي تراجع كثيرا أمام الروس الذين حققوا مكاسب كبيرة أيام أوباما حيث عززوا وجودهم في الشرق الأوسط و بالأخص سوريا , كما سيطروا على شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة لأوكرانيا.
وجاءت ضربة ترامب كخطوة للوفاء بوعوده الانتخابية في السياسة الخارجية، التي تعهد فيها بوضع حد للتمدد الإيراني من خلال كبح ميليشيات طهران التي تدعم الأسد في سوريا.
لطالما كانت علاقة ترامب القوية بروسيا والتساهل معها تلاحقه خلال الحملة الانتخابية وحتى بعد الوصول إلى البيت الأبيض، ولكن هذه الضربة في سوريا أغضبت روسيا بدرجة كافية لتبديد بعض تلك الاتهامات.
بعد ساعات من الضربة الأميركية في سوريا تتالت ردود الفعل المرحبة من حلفاء واشنطن، فجاءت هذه كرسالة طمأنة لهم بعد سنين أوباما التي قضوها يلومونه على تقصيره في سوريا وسواها.
بعد التهديدات العديدة التي أطلقها ترامب ضد كوريا الشمالية وإيران، أوضحت الضربة في سوريا أن تلك التهديدات ليست جوفاء ويمكن أن تنفذ على أرض الواقع إذا اقتضت الضرورة.
المصدر: وكالات