تحتفل مصر اليوم (السبت) بعيد الأم الذى يوافق 21 مارس من كل عام، والاحتفال بعيد الأم فى مصر هو أحد ثلاثة أحداث مشهودة للمرأة يحفل بها شهر مارس من كل عام، تبدأ باليوم العالمى للمرأة وتنتهي بعيد الأم ويتوسطها يوم المرأة المصرية، ويعتبر عيد الأم من المناسبات المهمة التى يحرص الأبناء من جميع الأعمار على الاحتفال بها عن طريق شراء هدايا للتعبير عن حبهم وتقديرهم لأمهاتهم، وترجمة لفضلها فى حملهم أجنة ورعايتهم صغارا وكبارا، وبهذا الفضل جعل الله طاعة الأم طريقا للجنة.
وعيد الأم يحمل معان عديدة ترتبط بأحداث مختلفة تاريخية أو دينية أو أسطورية، ولهذا فإن دول العالم تحتفل به في تواريخ مختلفة، واحتفال العالم كله بعيد الأم يؤكد أن قوة الأمومة هي أقوي قوانين الطبيعة، وأن القلب الذى تحمله الأم، قلب متدفق بالعطاء المتفانى، والمشاعر والأحاسيس التى أودعها الله فيها، أنها معجزة إلهية كبرى تلك العواطف التى جبل الله عليها قلوب الأمهات،والتى من شأنها استمرار عجلة الحياة.
ويأتى هذا العيد حاملا معه شهادة حب وتقدير من الأبناء للأمهات لدورهن فى تنشئتهم، والرعاية والعناية بهم وبالاجيال الجديدة، ولهذا فإن تكريم الأمهات والاحتفال بهن فى يوم “عيد الأم “، مبدأ اعتمدته الدول والثقافات المختلفة، واتفقت عليه جميع شعوب الأرض على اختلاف أعرافها ومواثيقها وعاداتها وتقاليدها.
وفيما جاء عيد الأم هذا العام ليلقى مسئولية إضافية على عاتق جميع الأمهات “مسئولية حماية أسرتها من فيروس كورونا المستجد “، قام مصممو الهدايا بابتكار هدايا جديدة إلى جانب الورد والحلوى، حيث ظهر “كورونا بوكس” على العديد من الصفحات المصرية التى تهتم بصناعة وتجهيز هدايا عيد الأم، ويحتوى هذا الصندوق على مجموعة من المستلزمات الطبية التى تساعد على الوقاية من الفيروس، كما عرضت بعض المحال باقات مميزة لعيد الأم، وتتضمن صندوق “مشروبات الكورونا” يحتوى على مجموعة من مشروبات الأعشاب التى تقوى المناعة.
وعيد الأم الذى تحتفل به مصر اليوم، هو عيد الأم الـ 64، حيث كان أول احتفال للمصريين بهذه المناسبة فى عام 1956، هو يوم رمزي يعبر فيه العالم عن قيمة الأم وقدرها الكبير، ولا يعتبر عيدا دينيا أو سياسيا، لكنه مناسبة اجتماعية يعبر فيها الأبناء عن تقديرهم واحترامهم لأمهاتهم والاعتراف لهن بالفضل والجميل والتقدير على كل ما بذلن ويبذلن من الغالي والنفيس في سبيل إسعاد أبنائهن وتحقيق حياة كريمة ومثالية لهم.
وعيد الأم يكون عادة يوما لتكريم الأمهات المثاليات من قبل الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالطفولة والأمومة كتقدير لهن وتحفيز لغيرهن على بذل الجهد في سبيل إسعاد أبنائهن، وتقديم الشكر والعرفان لا يقتصر على الأمهات، وإنما قد يمتد إلى كل من يقوم مقام الأم في التربية وحسن الرعاية كالجدات والعمات والخالات والمربيات الفاضلات وغيرهن.
وعيد الأم يكون عادة يوما لتكريم الأمهات المثاليات من قبل الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالطفولة والأمومة كتقدير لهن وتحفيز لغيرهن على بذل الجهد في سبيل إسعاد أبنائهن، وتقديم الشكر والعرفان لا يقتصر على الأمهات، وإنما قد يمتد إلى كل من يقوم مقام الأم في التربية وحسن الرعاية كالجدات والعمات والخالات والمربيات الفاضلات وغيرهن.
وفاء الأبناء لأمهاتهم لَا يتوقف حتى بعد رحيلهن، فالراحلات من الأمهات حظين هذا العام بنصيب وافر من التكريم والدعاء من خلال منصات التواصل الإجتماعى على إختلاف أنواعها، والتى تبث صورهن وتحمل رسائل تعبر عن فضلهن والإشتياق لهن، وتدعو كل من يزور الموقع أن يدعو لهن بالمغفرة والرحمة، وقراءة الفاتحة.
قديما ورد فى التاريخ أن الاحتفال بعيد الأم بدأ عند الإغريق باحتفالات عيد الربيع، وكانت تلك الاحتفالات مهداة الى الإله الأم “ريا ” زوجة كرونس الإله الأب، وفى روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات لعبادة أو تبجيل “سيبل” وهى أم أخرى للآلهة، ثم جاء اليونانيون القدامى ليكون عيد الأم ضمن إحتفالات الربيع، وفازت الإلهة “رهيا ” بلقب “الإلهة الأم “،كونها اقواهم على الاطلاق، فكانوا يحتفلون بها ويقدسونها، فيما كان للرومان أم لكل الآلهة تسمى باسم “ماجنا ماترا ” وتعنى الأم العظيمة.
وفى العصر الحديث ظهرت روايات عديدة وقصص كثيرة، تتناول نشأة عيد الأم، وتأرجحت تلك الروايات بين كونه عيدا أوروبيا، أو امريكيا، أو عربيا ابتدعته مصر، واقع الأمر يشير إلى قيادة أمريكا للفكرة عندما طرحت الناشطة الأمريكية “جوليا وورد هاو”، فكرة إقامة يوم للأم تحت مسمى “الأم من أجل السلام”، إلا أن بدايتها باءت بالفشل، وسبب الفشل هو اعتراض المدرسة البروتستانتية على الفكرة، وفي عام 1908، كان الاحتفال الرسمي بعيد الأم لأول مرة، عندما قامت “آنا ماري جارفيس”، إحدى قاطني ولاية فرجينيا الأمريكية، بالدعوة للاحتفال بعيد الأم وكان ذلك فى يوم تأبين والدتها، حيث أقامت حفلا بعيد أمها في كنيسة “أندروس”، ومن ثم أخذ الناس يقلدونهم.
وجاء اختيارها لتخصيص يوم للاحتفال بالأم، بعدما عاصرت مشاعر الكراهية التي سادت بين العائلات القاطنة فى الغرب بسبب الحرب الأهلية، ثم قادت حملة لجعل عيد الأم عطلة رسمية معترف بها في الولايات المتحدة، ونجحت في ذلك فى عام 1914، وصدر أول إعلان رسمي عن عيد الأم في أمريكا عام 1910، وفى عام 1911 كانت الولايات الأمريكية كلها تحتفل بعيد الأم، بعدما انتشر هذا التقليد في المكسيك، وكندا، والصين، واليابان، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، وأخذت عطلة عيد الأم فى الانتشار في الدول الأخرى، إلى أن أصبحت عالمية، ولذلك تعد جارفيس، هي مؤسسة عيد الأم في بلاد الغرب.
وعلى الصعيد العربي، يعد مصطفى أمين، الكاتب الصحفي، ومؤسس صحيفة ” أخبار اليوم “، صاحب فكرة الاحتفال بعيد الأم حين دعا في إحدى مقالاته بعموده الشهير “فكرة”، إلى تخصيص يوم يسمى “يوم الأم”، حيث اختمرت الفكرة فى ذهنه، عندما بعثت إليه إحدى الأمهات بخطاب تشكو فيه جفاء أبنائها وسوء تصرفهم معها، وقامت أخرى بزيارته في مكتبه، وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترملت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم، وظلت ترعاهم، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها.
المصدر: وكالات أنباء