مع اقتراب عيد الأضحى يواجه مسلمو أمريكا هاجسا يؤرق بالهم وهو الحصول على أضحية العيد. وتلعب الشبكة العنكبوتية دورا أساسيا في تسهيل البحث. ولكن الأسعار هذا العام تبدو مرتفعة.
دأب مسلمو الولايات المتحدة على إحياء طقوس عيد الأضحى الذي يحتفل به قسم منهم هذه السنة يوم السبت بينما القسم الآخر يوم الأحد المقبل، على استحضار تقاليد وعادات بلدانهم الأصلية.
ويبقى الحصول على أضحية العيد أكبر هاجس يؤرق بال مسلمي أمريكا، لذلك يواجهون خلال الأيام التي تسبق العيد هم البحث عن الأماكن التي تعرض فيها الأضاحي للبيع.
وتظل القرى الفلّاحية وجهتهم المفضلة لأنها توفر أيضا إمكانية النحر الذي يتم بترخيص من قبل السلطات المحلية ويخضع لشروط صارمة.
“ضيعة مراكش” بولاية فيرجينيا واحدة من الأماكن التي تشهد رواجا كبيرا في هذه الأيام، وإقبالا شديدا من الجالية المسلمة المستقرة بالولاية وفي منطقة واشنطن الكبرى.
ويسارع أفراد الجالية إلى تأكيد الحجوزات عبر الهاتف، وعقد زيارات متكررة للضيعة لاختيار كبش الأضحية قبل الاتفاق على موعد التسليم الذي يكون عادة صبيحة العيد بعد الفراغ من الصلاة.
وفي حين يختار قسم من المسلمين في الولايات المتحدة اقتناء الأضحية وحضور طقوس النحر على يد جزار مشهود له بخبرته في قواعد الذبح الإسلامية، يفضل البعض الآخر اقتناء الأضحية مذبوحة وجاهزة للاستهلاك، على أن يقوم بالتبرع بمال الأضحية لبعض مؤسسات المجتمع المدني المعترف بها.
وتتجه هذه الهبات نحو بلدانهم الأصلية لتقاسم فرحة العيد مع الأسر الفقيرة، أو تمنحها هذه المؤسسات للأرامل والنساء المسلمات المحتاجات داخل الولايات المتحدة.
ويحل عيد هذا العام مع شكوى الأسر الراغبة في اقتناء الأضاحي من ارتفاع الأسعار، ويبرر مالكو “الضيع” هذا المنحنى التصاعدي للأسعار بانتعاش عملية تصدير لحوم الأغنام الأمريكية صوب الأسواق الآسيوية على رأسها الصين واليابان، هذان البلدان يستحوذان على نحو 75 بالمائة من مجموع صادرات الولايات المتحدة من اللحوم.
ويختلف سعر الأضاحي من ولاية إلى أخرى استنادا إلى عوامل ديموغرافية واقتصادية وجغرافية، وتشير التقديرات إلى أن ثمن الكبش في ولاية أطلنطا يصل إلى 250 دولارا، ويتجاوز 260 دولارا في كارولينا الشمالية، وقد ينزل إلى 190 دولارا في كارولينا الجنوبية، أما أغلى الأضاحي فسجلته ولاية نيويورك بسعر يصل إلى 400 دولار.
تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة، ويعود السبب في ذلك إلى أن مكتب الإحصاء الأمريكي لا يرصد بيانات تقوم على أساس الانتماء الديني للمواطنين.
غير أن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” يقول إن عدد المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة هو في حدود 7 مليون نسمة، وأفادت صحيفة “ديلي نيوز” أن عدد المسلمين في أميركا يفوق 2.6 مليون شخص وهو ما يشكل أكثر من ضعف عددهم سنة 2000 والذي لم يكن يفوق مليونا.
المصدر : وكالات