أكد الفريق سامى عنان، نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الأركان السابق، أن علاقته بالمشير عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، جيدة وأن السيسى عمل تحت قيادته لفترة طويلة وهو مخلص فى عمله، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية أسرة واحدة.
ولم يعط عنان، خلال حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، إجابة واضحة بشأن عزمه الترشح للرئاسة، حيث قال: “خوضي هذه الانتخابات مسألة سابقة لأوانها، عندما يفتح باب الترشح للرئاسة وتتحدد الشروط بوضوح ويعرف الرأي العام المحددات والضوابط والآليات المنظمة للعملية الانتخابية، عندئذ فقط سأعلن عن موقفي بشجاعة القائد العسكري الذي لا يعرف التخاذل ولا يعترف بالمراوغة.. المواجهة الصريحة هي سلاحي الذي أعتز به دائما، وهدفي الوحيد من الانشغال بالعمل العام هو خدمة وطني، فلست في حاجة إلى منصب بعد أن شغلت في رحلة عمري كل ما يطمح إليه إنسان من المناصب”.
وأضاف عنان أن ثورة 30 يونيو بمثابة الامتداد لثورة 25 يناير، وعملية إصلاح للأخطاء والتداعيات السلبية التي ترتبت عليها، وقد لعب الجيش دورا عظيما في الثورتين بانحيازه غير المشروط للشعب، فهو صاحب الشرعية وصانعها.
وردا على الاتهامات بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق سلم مصر لـ”الإخوان”، أكد عنان: “هذا قول مغلوط، لأننا قمنا بتنفيذ ما يريده الشعب من إتمام للعملية الديمقراطية، وأجريت انتخابات، وعملنا على تأسيس نظام ديمقراطي، ولم نتدخل من قريب أو بعيد في أي شيء، كما لم نتدخل في شئون الأحزاب أو القضاء أو أى مؤسسة من مؤسسات الدولة. ورتبنا حوارا لتقريب وجهات النظر بينها انطلاقا من مبدأ الاستماع لآراء الشعب. ومن يدعى غير ذلك يردد قولا باطلا، فهناك من تحالف مع حزب الحرية والعدالة، وكثير من القوى السياسية والأحزاب انضمت إلى قوائم الإخوان في الانتخابات، وبعد ذلك شنوا هجوما على المجلس العسكري”.
وأرجع عنان اختفاء شعار (الشعب والجيش إيد واحدة) بعد تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلى قوى كانت تخطط كي تنفذ أجندة خاصة بها، واستطاعت أن تشحن الشارع لفرض شعار (يسقط حكم العسكر)، وجرى تسويق هذا في أوساط الشباب، مشيرا إلى أن فترة حكم المجلس العسكرى كانت قصيرة وأنه كانت هناك تدخلات أدت إلى الوقيعة بين الجيش والشعب، حيث إنه بعد تنحى مبارك انقلبت المظاهرات إلى احتجاجات فئوية مطالبة بتحسين الأجور.
وأضاف عنان: “لقد أدركت وزملائي في المجلس الأعلى للقوات المسلحة حجم وخسة المؤامرة لهدم القوات المسلحة، وصولا إلى هدم الدولة المصرية بأملاكها وشعبها. ولكننا بالصبر والحكمة والمثابرة، وإيماننا بالله وبقدرتنا على التحمل والاحتواء والتضحية، الذي يتناسب طرديا مع ما يجري في عروقنا من دماء تنبض بحب مصر ولاء وانتماء لها ولشعبها، كنا على يقين من أن هذا الشعب بما منحه الله من ذكاء فطري، سوف يفطن لأبعاد هذه المؤامرة. واستطعنا بتوفيق من المولى عز وجل أن نتعامل مع المواقف الشائكة ونفوت الفرصة على من كانوا يريدون هدم القوات المسلحة متآزرين ومتعاونين مع الفاسدين من أذرع الدولة العميقة. التي لا يهمها إلا مصالحها الخاصة، ولم يتأخر التاريخ في إنصاف دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي، فما حدث من القوات المسلحة في 30 – 6 – 2013 هو خير دليل على أن هدف الحفاظ على قوات مسلحة قوية قادرة شامخة هو الهدف الأسمى لضمان حقوق وإرادة ومصالح الشعب المصري العظيم. وكنا حريصين كل الحرص على تحمل المسؤولية، وقد حاولنا بقدر الإمكان الحفاظ على بناء تجربة ديمقراطية”.
وحول خروجه من الخدمة بهدوء هو المشير طنطاوى فى عهد الرئيس السابق مرسى قال الفريق سامى عنان: دعونا ننظر إلى ما حدث في ذلك التوقيت من ظروف غير مناسبة، وحتى نتعامل مع أي قرار أو إجراء سيكون الحكم عليه بعد فترة وليس في حينها، وعندما نجري تقييما أو تقدير موقف، فلا بد أن نقيم الظروف المحيطة وقتها وليس اليوم.. وقد أدرك المجلس العسكري وقتها طبيعة المرحلة.. فبعد إعلان مرسي إعلانه الدستوري بتنصيب نفسه حاكما لا يرد له قرار، وتحصين قراراته، ثار الشعب عليه وخرج في 30 يونيو، فوجد المؤسسة العسكرية قوية وصلبة وانحازت لمطالبه ووقفت بجواره من جديد.. إذن فقوة المؤسسة العسكرية هي قوة وضمانة للحفاظ على تماسك الوطن، ولذا عندما خرجنا بهدوء، كنا نقرأ المتوقع. ولو كنا تصرفنا بغير ذلك لحدثت أمور أخرى، لكنا قد ذهبنا إلى نموذج سوريا أو ليبيا، وهذا ما كنا لا نتمناه، والناحية الأخرى هو أن هذا الصمت كان لحماية المؤسسة العسكرية التي تعد الضمان والسند الوحيد للشعب المصري في هذا التوقيت.
المصدر: وكالات