يقوم علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية- فجر غد الخميس- من مرصد القطامية الفلكي أكبر مراصد الشرق الأوسط، برصد “ظاهرة الشروق الاحتراقي لنجم الشعري اليمانية”، والتى تعتبر بداية التقويم المصري القديم الذى بدأ قبل 6256 عاما.
وينسب التقويم إلى “توت” رب الحكمة والكتابة في عقيدة المصريين القدماء الذي توصل إلى أول حساب للأيام عرفه الإنسان.
وتتجلي عبقرية المصريين الأوائل وحكمتهم ليس فقط فى وضع أول تقويم إنسانى، ولكن أيضا فى انتظامه واتفاقه مع طقس مصر وفصول الزراعة دون أدنى تغيير أو تبديل أو تزحزح بالرغم من مرور آلاف السنين على وضع هذا التقويم القبطي (المصري)، الذى مازال ينساب في بساطة وسهولة وانتظام تام متفقا مع مناخ فصول السنة فى مصر.
ونجح الفراعنة فى حساب طول السنة الشمسية عن طريق رصد ظاهرة الشروق الاحتراقي لنجم الشعري اليمانية.
والشعرى اليمانية أسطع النجوم فى السماء ليلا، ولمعانه أكبر من لمعان الشمس، وهو من بين أكبر خمسة نجوم بالنسبة للأرض واسمه باللاتينية “سيريوس”، أما الشروق الاحتراقى له فيعنى اختفاءه لعدة دقائق خلف قرص الشمس فيظهر بما يشبه احتراق الشمعة.
وكشف الفراعنة أن هذه السنة (السنة القبطية المصرية القديمة) ليست سنة شمسية أو قمرية ولا نجمية مطلقة، وإنما هى سنة نجمية شعرية يستند تحديد طولها على أساس طول المدة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم الشعري اليمانية المعروف باسم (سبدت عند قدماء المصريين).
يشار إلي أن السنة القبطية القديمة تبدأ في الأول من شهر توت، والذي يوافق 11 سبتمبر سنويا للسنة البسيطة و12 سبتمبر للسنة الكبيسة، وقد جعل المصريون القدماء سنتهم 12 شهرا بعدد الـ12 برجا الموجودة في منطقة البروج، التى تدور فيها كواكب المجموعة الشمسية السيارة وتسمى “زودياك”، وجعلوا كلا منها 30 يوما وخصصوا أربعة أشهر لفصل الفيضان وأربعة أشهر للزراعة وأربعة أشهر للحصاد.
كما أضاف المصريون القدماء إلى السنة خمسة أيام سموها “الشهر الصغير”، وهى ما تعرف بـ”أيام النسئ”، وبذلك بلغ طولها 365 يوما وجعلوا شهر توت أول شهور السنة ويومه الأول هو رأس السنة، وهو نفسه يوم العيد التقليدي لشروق نجم الشعري اليمانية على الأفق الشرقي قبيل شروق الشمس في يوم وصول فيضان النيل إلى العاصمة “منف”، لكنهم لاحظوا أن طول السنة عندهم أقصر من طول السنة الطبيعية.
واحتفظ الأقباط بالنظام الفرعوني في التقويم المصري على أساس أن السنة الشمسية تضم 12 شهرا، عدد أيام كل منها 30 يوما يلحق بها أيام شهر النسئ، وعدد أيامه إما 5 أيام في السنة البسيطة أو 6 في السنوات الكبيسة، كما تم الاحتفاظ بأسماء الأشهر القبطية الـ12، كما عرفت بها في التقويم الفرعوني منذ الأسرة الـ25 في عهد الاحتلال الفارسي لمصر، وهي بترتيب تواليها كالتالي: (توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسري، ونسئ).
وقد غير الإمبراطور “أغسطس” التقويم المصري ليتزامن مع التقويم اليوناني الجديد، وهو أساس التقويم الجريجوري الذي يسير عليه الغرب إلى يومنا هذا..
وهكذا ظهر إلى الوجود “التقويم القبطي أو التقويم السكندري”، الذي يختلف عن التقويم المصري الفرعوني في بدايته فقط.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )