لم تعد مدينة هايدلبرغ الألمانية العريقة مجرد وجهة سياحية يتوافد عليها الزائرون من العالم، وإنما أضحت مكانا يقصده مرضى السرطان للعلاج بطريقة تتميز بالدقة وقلة الآثار الجانبية وتستخدم خصوصا في أورام المخ والبروتساتا.
من مدينة هايلدبرغ الألمانية خرجت إلى العالم طريقة علاج السرطان بالاشعة الأيونية.
ويتلقى المرضى في هايدلبرغ علاجا خاصا وناجحا بالإشعاع، حيث تخرج الأشعة الإيونية من جهاز تسريع على شكل دائري.
وفي هذا الجهاز لا يتم تسريع الأشعة النووية فقط وإنما أيضا حزمها لتصبح شعاعا واحدا. ثم يطلق الشعاع على أماكن الورم السرطاني بدقة متناهية وبسرعة تصل حتى 70 % من سرعة الضوء، ومن خلال الاصطدام يدمر الشعاع الخلايا السرطانية، ويندر أصابته للمناطق السليمة حولها، لذا فإن الأثار الجانبية لهذا العلاج قليلة.
وتستخدم طريقة العلاج هذه خصوصا لدى مرضى أورام المخ والبروستاتا، لأنها لا توجد في أعضاء تتحرك مثل الرئتين على سبيل المثال. وبهذا يمكن للأشعة الإيونية أن توجه إلى مناطق الورم بدقة شديدة.
هذه الطريقة تم تطوريها في مركز GSI-هيلمهولتس للأبحاث الإيونية الثقيلة في مدينة دارمشتات. التي يوجد فيها أيضا جهاز تسريع للأشعة الإيونية ومركز علاج لمرضى السرطان. جرى فيه علاج 450 مريضا باستخدام جهاز التسريع، الذي يقوم على نفس الفكرة في هايدلبرغ. لكن جهاز مركز دارمشتات أصبح الآن قديما وتم وقف استخدامه. ولذلك فإن علاج مرضى السرطان باستخدام الأشعة الأيونية المتسارعة أصبح يقتصر على هايدلبرغ فقط.
المصدر: الوكالات