خرج المتظاهرون العراقيون إلى الشوارع في مدن الجنوب والعاصمة، بعد ليلة دامية قتل خلالها 17 متظاهرا في بغداد، إثر هجوم شنه مسلحون
مجهولون.
وحذر مراقبون من أن نزول مؤيدين لمليشيا «الحشد الشعبي» وسط المحتجين يهدد بوقوع صدام يمكن أن يتحول إلى فتنة وحرب أهلية. وجاء الهجوم بعدما أعرب المتظاهرون عن قلقهم حيال أعمال عنف، إثر تنظيم مؤيدين لفصائل موالية لإيران مسيرة في ساحة التحرير أمس الأول في استعراض
للقوة.
إلى ذلك، تعهدت عشائر النجف بردع المخربين، وطالبت في بيان أمس، «بحصر المظاهرات في ساحة الصدرين». وقالت: «إن كل من يخرج عن تلك
الساحة، نحن منه براء».
ودانت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا عمليات القتل، ووصف سفير الاتحاد الأوروبي في العراق مارتن هوث، أمس، أحداث الخلاني وجسر السنك بأنها «جرائم قتل»، فيما نعتتها السفارة الأمريكية بأنها «مروعة ومرعبة».
وطالبت الحكومة باتخاذ خطوات إضافية لحماية المتظاهرين ومحاسبة مرتكبي الهجمات. وأكد مساعد وزير الخزانة الأمريكية مارشال بلينجساليا، أن
الحكومة العراقية ملزمة بتطبيق العقوبات على 3 قياديين في مليشيا «عصائب أهل الحق» ومسؤول عراقي رابع متهم بالفساد. وتوقّع أن تقوم الحكومة بتجميد أرصدة المسؤولين الـ4 ومصادرة ممتلكاتهم.
وقال إن زعماء المليشيات الذين شملتهم العقوبات سيدفعون ثمناً باهظاً لقتل المتظاهرين، مشدداً على أن العقوبات لها تداعيات جديّة، لأن الأفراد
المدرجين على القائمة لديهم ثروات طائلة. وقتل 25 متظاهراً مساء (الجمعة) بعد مهاجمتهم من قبل مسلحين سيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله
المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك. ووسط حالة الهلع، دعا المتظاهرون، من خلال وسائل التواصل العراقيين إلى الالتحاق بهم والتجمع في ساحة
التحرير، وعبر متظاهر عن صدمته من التدابير الأمنية المتراخية.
وأضاف: «إن الشرطة كانت هناك، لكنها لم تفتشني حتى». وفي الناصرية جنوبا، خرجت تجمعات ضخمة من الغاضبين. وقال أحد هؤلاء: «نحن هنا
تضامناً مع بغداد». كما خرج الآلاف في الديوانية وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية.
المصدر : أ ف ب – وكالات انباء