يحيي برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز الأحد حملته العالمية “يوم القضاء علي التمييز” والتى تنطلق هذا العام 2020 تحت شعار “عدم التمييز ضد النساء والفتيات “.
وكانت الأمم المتحدة قد احتفلت لأول مرة بيوم القضاء علي التمييز في أول مارس 2014، بعد أن أطلق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، حملة “عدم التمييز” في اليوم العالمي للإيدز في ديسمبر 2013. ولا يزال التمييز يقوض الجهود الرامية إلى تحقيق عالم أكثر عدلا وإنصافا ويسبب الألم والمعاناة للكثيرين .
ويمارس التمييز أشكالا متعددة، من التمييز العنصري أو الديني، إلى التمييز القائم على نوع الجنس أو التوجه الجنسي أو العمر، والبلطجة في المدرسة أو في العمل .. وقد خلق الدعم الذي حظي به يوم عدم التمييز، حركة عالمية للتضامن لإنهاء التمييز الذي لا يزال واسع الانتشار.
وتتأثر المرأة غالباً بفيروس الإيدز أكثر مما يتأثر به الرجل بكثير، وتشكل النساء حوالي نصف جميع المصابين بفيروس الإيدز في أنحاء العالم. واستناداً إلى التحالف العالمي المعني بالمرأة والإيدز، تشكل الفتيات الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 سنة ما نسبته 57 % من البالغين المصابين بالفيروس، وثلاثة أرباع الشباب المصابين بالفيروس في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث ينتشر الوباء بشدة.
وتتعرض النساء والفتيات إلى خطر الإصابة بالفيروس من الناحية البيولوجية على نحو متزايد، ففي الممارسات الجنسية غير المحمية ، تبلغ احتمالية تعرض المرأة للإصابة بفيروس الإيدز ضعفي احتمالية إصابة الرجل من شريك مصاب.
وتظهر البيانات التي أبلغت لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أن جميع البلدان لا تحترم حقوق المجتمعات الأكثر تضرراً في المشاركة في اتخاذ القرارات الوطنية بشأن فيروس نقص المناعة البشرية.
وعلى مدى عقود ، كانت المنظمات النسائية في طليعة الاستجابة للإيدز ، حيث حشدت المجتمعات المحلية للمطالبة بالمساءلة والعدالة الاجتماعية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ولجدول أعمال شامل قائم على الحقوق.
وتحتاج الفتيات المراهقات والنساء من الفئات السكانية الرئيسية إلى برامج مخصصة يقودها المجتمع المحلي وتقدم خدمات تحظى بثقة المجتمعات التي تخدمها.
وتقيد نسبة كبيرة من البلدان في جميع المناطق إمكانية وصول المراهقين إلى اختبارات وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية. وقد تؤدي هذه الأنواع من القوانين والسياسات أيضا إلى تعقيد أو عرقلة وصول المراهقين إلى الوقاية السابقة للتعرض ، وهي أداة وقائية فعالة للغاية.
وتشير الاحصائيات الدولية إلى أنه في عام 2018 ، كانت هناك 18.8 مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 عاما أو أكبر مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية. معتبرة أن العالم لا يزال بعيداً عن تحقيق الهدف العالمي المتمثل في الحد من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين المراهقات والشابات إلى أقل من 100 ألف بحلول عام 2020.
وأوضحت أنه في عام 2018 ، بلغ هذا العدد المصابين بفيروس الإيدز 310 ألف حالة جديدة ، أي ثلاثة مرات أعلى من الهدف. وفي كل أسبوع ، يصاب حوالي 6000 امرأة شابة تتراوح أعمارهن بين 15 و 24 سنة بالفيروس . وعلى الصعيد العالمي ، شكلت الفتيات المراهقات والشابات 60 % من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية التي تقدر بنحو 510 آلاف فتاة في تلك الفئة العمرية في عام 2018.
وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، وهي المنطقة التي بها أكبر وباء لفيروس نقص المناعة البشرية في العالم ، مثلت النساء 59 % من الإصابات بين البالغين (أكبر من 15 عاما) .
ولا تزال الأمراض المرتبطة بالإيدز هي السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في سن الإنجاب، كما أن ما يقرب من 82 % من النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم كن يتلقين العلاج المضاد للفيروسات العكوسة ، مما يمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى أطفالهن .
إن الحد من تأثير فيروس الإيدز يتطلب معالجة احتياجات وقضايا المرأة على الصعيد العالمي والوطني وعلى مستوى المجتمعات المحلية،. كما أن وقف العوامل الاجتماعية والاقتصادية الكامنة التي تسهم في خطر الإصابة بفيروس الإيدز – عدم المساواة بين الجنسين، والفقر، وانعدام الفرص الاقتصادية والتعليمية ، وعدم توفر الحماية القانونية وحقوق الإنسان – أمر حاسم من أجل النجاح.
المصدر : أ ش أ