تحتفى وزارة الثقافة، اليوم الخميس، بذكرى ميلاد رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب ، حيث تعقد الهيئة المصرية للكتاب والوثائق القومية ندوة بعنوان «طلعت حرب.. رائد الاقتصاد المصري»، بمناسبة مرور 140 عامًا على مولده، تحت رعاية وزير الثقافة حلمي النمنم.
طلعت حرب .. رائد النهضة الصناعية و الاقتصادية في مصر، ولد عام 1867م بقصر الشوق بحي الجمالية. و الده حسن بك محمد حرب من قرية ميت أبو علي في محافظة الشرقية، كان يعمل موظفاً في هيئة السكك الحديد.
تخرج محمد طلعت حرب في مدرسة الحقوق الخديوية عام 1889م، و كان من رفاقه في المدرسة مصطفي كامل و محمد فريد. اشتغل مترجماً بقلم قضايا الدائرة السنية ( أراضي ملك الدولة) عام 1888، ثم مديراً لمكتب حل النزاعات عام 1901م حتي 1905م.
ثم انتقل من الدائرة السنية إلي العمل في شركة كوم امبو لاستصلاح الأراضي، حيث عين مديرا تنفيذيا لها. و تعد شركة شركة كوم امبو واحدة من أكبر شركتين للأراضي في مصر في مطلع القرن العشرين.
أصدر كتاب “قناة السويس” عام 1910 هاجم فيه محاولات مد امتياز قناة السويس لمدة اربعين سنة أخري لشركة قناة السويس المملوكة للأجانب.[1]
أهتم طلعت حرب بقضايا مصر الاقتصادية، و كان شديد العداء للهيمنة الاقتصادية الأجنبية، فرأي مساوئ احتكار الأجانب للصناعة و الاقتصاد المصري. أصدر عام 1910 م كتابه “علاج مصر الاقتصادي” الذي نظر فيه لإنشاء بنك وطني مصري برؤوس أموال مصرية و موجه لخدمة مشروعات وطنية.
كان من المساهمين الأوائل في بنك مصر الذي افتتح عام 1920 م لكسر احتكار الأجانب للبنوك و لتوجيه الاستثمارات في مشاريع تستفيد منها مصر. و يعتبر إنشاء بنك مصر برأس مال وطني خالص و خبرة وطنية خالصة من المعالم الكبري في تاريخ مصر الاقتصادي.
تصدي طلعت حرب لحملات التشكيك و التثبيط، فسار في توسيع أنشطة البنك، فلم تقتصر علي قبول الودائع و فتح الاعتمادات، و إنما تجاوز ذلك إلي تقديم التمويل المطلوب لصناعات مصرية ناشئة، فأنشأ شركات مصر للطباعة، و حلج الأقطان، و التمثيل و السينما، و النقل، و الملاحة، و مصايد الأسماك، و الغزل و النسيج ( المحلة الكبري)، و الطيران، و بيع المصنوعات، و التأمين، و السياحة، و الفنادق، و الألبان، و الأغذية، و الغزل و النسج الرفيع ( كفر الدوار)، و تصدير الأقطان، و نسج الحرير، و صناعة و تجارة الزيوت.
و ترجع نهضة مصر المعاصرة في جزء كبير منها إلي تلك العبقرية و الإرادة الصامدة و النظرة بعيدة المدي لطلعت حرب.
اضطر طلعت حرب للاستقالة من رئاسة بنك مصر عام 1939م بسبب تعرض البنك لأزمة كبيرة في اعقاب اندلاع الحرب العالمية الثانية و اندفاع المودعين لسحب ودائعهم من البنك، فلم يستطع البنك الوفاء بكل طلبات السحب. و تدخلت الحكومة و اجبرت طلعت حرب علي الاستقالة و قامت بإعادة هيكلة البنك و شركاته المعروفة بمجموعة شركات مصر.
توفي طلعت حرب عام 1941 م عن عمر يناهز 74 عاماً.
أعيد تسمية ميدان و شارع سليمان باشا باسم ميدان و شارع طلعت حرب في منطقة وسط البلد بالقاهرة و يتوسط الميدان تمثال ضخم له لتخليدا ذكراه.
المصدر:وكالات