عندما يتعلق الأمر بمرض السكري، فإن التخطيط للوجبات يمكن أن يكون مهمة شاقة، وتحديد ما يجب تناوله والأطعمة التي يجب تجنبها يمكن أن يستغرق قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد، لكنها جزء مهم من علاج مرض السكري والعناية به. ومن المهم دمج حساب المؤشر الجلايسيمي في التخطيط اليومي للوجبات لتحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم، والذى يحدد سرعة ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى بعض الأطعمة عند تناولها .
وبحسب الطبيب، فإن المؤشر الجلايسيمي هو مقياس يحدد مدى سرعة ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى بعض الأطعمة. ويصنف الأطعمة من 0 إلى 100، حيث تشير القيم المنخفضة إلى بطء الهضم والامتصاص، مما يؤدي إلى استقرار مستويات السكر في الدم. وعلى العكس من ذلك، فإن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي الأعلى ترفع مستويات السكر في الدم بشكل أسرع، مما يجعل من الصعب على مرضى السكري إدارة حالتهم بشكل أفضل.
لذلك، يلعب الجهاز الهضمي دورًا حاسمًا في علاج مرض السكري، كما ان ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام تشكل مصدر قلق كبير، عندما تميل الوجبات إلى أن تكون غنية بالكربوهيدرات البسيطة.
وتعتبر الأطعمة التي يقل مؤشرها الجلايسيمي عن 50 منخفضة المؤشر ويتم هضمها ببطء، مما يمنع حدوث ارتفاع مفاجئ في نسبة السكر في الدم، ومن أمثلة هذه الأطعمة الحبوب الكاملة والخضراوات غير النشوية وبعض الفواكه.
تُصنَّف الأطعمة التي يتراوح مؤشرها الجلايسيمي بين 50 و70 على أنها أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي متوسط. ويتم هضمها بسرعة معتدلة، مما يؤدي إلى ارتفاع أبطأ في نسبة السكر في الدم مقارنة بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع. ومن الأمثلة على ذلك خبز القمح الكامل والأرز البني.
يُقال إن الأطعمة التي يزيد مؤشرها الجلايسيمي عن 70 هي أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع، وهذا يعني أنها تُهضم بسرعة، مما يتسبب في ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم، يليه “انهيار” في الطاقة. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك الخبز الأبيض والأرز الأبيض والوجبات الخفيفة السكرية والحبوب المكررة الأخرى.
وهناك بعض العوامل الإضافية التي يجب مراعاتها أثناء مراقبة مستويات المؤشر الجلايسيمي في الأطعمة التي تتناولها:
تجنب الأطعمة المصنعة، لأن المعالجة غالبًا ما تؤدي إلى زيادة المؤشر الجلايسيمي.
يعد التحكم في الحصص أمرًا أساسيًا، حيث إن تناول أجزاء كبيرة من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع يمكن أن يزيد بشكل كبير من محتوى الكربوهيدرات، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
تجنب الإفراط في طهي الأطعمة لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة مؤشرها الجلايسيمي.
اختر الخضروات والحبوب النيئة أو المطبوخة قليلاً.
تذكر أنه من خلال فهم المؤشر الجلايسيمي واختيار الأطعمة المدروسة، يمكن لمرضى السكري إدارة حالتهم بشكل أفضل والحفاظ على مستويات سكر الدم مستقرة طوال اليوم، بالإضافة إلى ذلك، فإن المراقبة المنتظمة وممارسة التمارين الرياضية من الجوانب الرئيسية الأخرى لإدارة مرض السكري.
المصدر: وكالات أنباء
