دفعت روسيا بمزيد من القوات والمدرعات إلى شبه جزيرة القرم اليوم الجمعة وكررت تهديدها بغزو أجزاء أخرى من أوكرانيا لتدير ظهرها إلى النداءات الغربية المطالبة بالتراجع عن أسوأ مواجهة منذ الحرب الباردة.
وردا على مقتل متظاهر واحد على الأقل في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا كررت وزارة الخارجية الروسية إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحق في الغزو لحماية المواطنين الروس.
وقالت الوزارة في بيان “روسيا تدرك مسؤوليتها عن أرواح (المواطنين من أصل روسي) في أوكرانيا وتحتفظ بحق وضع هؤلاء الناس تحت حمايتها.”
وتقول السلطات الصحية الأوكرانية إن رجلا (22 عاما) تعرض للطعن حتى الموت وإن 15 آخرين يتلقون العلاج في المستشفى بعد اشتباكات في دونيتسك التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية وهي موطن الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.
وقال منظمو مظاهرة مناهضة لموسكو إن القتيل من مجموعتهم.
وتنفي موسكو أن قواتها تتدخل في القرم وهو تأكيد تسخر منه واشنطن وتقول انه “خيال بوتين”.
وشاهد صحفيون القوات الروسية تعمل علنا بالآلاف على مدى الأسبوعين الماضيين وتقود مدرعات تحمل لوحات ترخيص روسية ويعرفون أنفسهم للقوات الأوكرانية المحاصرة على انهم أعضاء بالقوات المسلحة الروسية.
وشاهد صحفى سفينة حربية روسية تنزل شاحنات وقوات وناقلة جند مدرعة واحدة على الأقل في خليج قرب سيفاستوبول صباح يوم الجمعة.
واستولت القوات الروسية على المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا قبل أسبوعين كما تولت الحكومة المحلية الموالية لموسكو السلطة هناك. وتعتزم السلطات المحلية الجديدة الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا في استفتاء وصفه الغرب بأنه غير قانوني.
وأعلن بوتين في أول مارس أن روسيا من حقها غزو جارتها بعد أسبوع من هرب حليفها يانوكوفيتش من العاصمة الأوكرانية بعد ثلاثة أشهر من المظاهرات التي انتهت بمقتل حوالي 100 شخص في الأيام الأخيرة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة إنه يتعين على بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن تحصل على موافقة زعماء أي منطقة أوكرانية تخطط لارسال بعثة مراقبة إليها.
وقالت الوزارة في بيان إن الجانب الروسي قبل التفويض بنشر بعثة في أوكرانيا.
وأضافت الوزارة “فيما يتعلق بجوانب امداد وتموين البعثة فانه من الطبيعي أن يتم الاتفاق عليها مع القيادة في المناطق الأوكرانية التي يتوقع ان يتم نشر (البعثة) فيها” في إشارة واضحة إلى منطقة القرم في جنوب أوكرانيا حيث سيطر زعماء مؤيدون لروسيا على الحكومة.
وفي علامة على موقف موسكو قبل استفتاء القرم أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة أن طائرات روسية مقاتلة بدأت تدريبات جوية فوق البحر المتوسط وهو إعلان من المرجح أن يثير توترا في المواجهة مع أوكرانيا بشأن مستقبل القرم.
وقال المتحدث باسم البحرية فاديم سيرجا لوكالة انترفاكس الروسية للانباء إن الطلعات الجوية بدأت من على ظهر حاملة الطائرات ادميرال كوزنيتسوف التابعة للاسطول الشمالي التي رست الشهر الماضي في قبرص وان التدريبات تتضمن تكتيكات التعامل مع أهداف جوية وتكتيكات قتالية أخرى.
وتضم الطائرات المشاركة في التدريب طائرات سوخوي إس.يو-33 المقاتلة التابعة للدفاع الجوي وطائرات هليكوبتر مضادة للغواصات من طراز كاموف كيه.ايه-27.
وأرسلت البحرية الأمريكية المدمرة تركستون المزودة بصواريخ موجهة الى البحر الاسود فيما وصفته بزيارة روتينية مقررة قبل الأزمة الأوكرانية.
المصدر: رويترز