ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب..سينمائون يطالبون بإيجاد إنتاج سينمائي عربي مشترك
طالب المشاركون بندوة “السينما العربية الوطنية” التي أقيمت مساء اليوم الثلاثاء ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بضرورة البحث عن آلية لإيجاد إنتاج سينمائي عربي – عربي مشترك، أسوة بالدول الأوروبية.
وقال عدنان مدانات الناقد السينمائي الأردني إن هناك حاجة ملحة لعودة الإنتاج السينمائي العربي المشترك، واستعادة مصطلح السينما الوطنية، مضيفا أن مصطلح “السينما العربية الوطنية” بدأ ظهوره في مصر عام 1968 مع صدور ما يسمى ببيان “جماعة السينما الجديدة” والذي حمل توقيع عدد كبير من المخرجين والمصورين وكتاب السيناريو، بهدف البحث عن سينما وطنية مصرية سواء في محتواها أو في طبيعة إنتاجها وغير خاضعة لمعايير الربح والخسارة.
وأضاف مدانات أن هذا المصطلح أعيد إحياؤه عام 1972 مع الدعوة لإيجاد سينما عربية بديلة خلال المهرجان الأول لسينما الشباب العرب الذي عقد في دمشق بتنظيم من المؤسسة العامة للسينما بسوريا تحت عنوان “السينما البديلة” واستهدف بحث سبل إيجاد سينما عربية شاملة سواء من ناحية الإنتاج أو التوزيع أو العرض، مضيفا أن هذا الهدف لم يتحقق بالمعنى المطلوب، لكن حلم السينمائيين العرب ظل يراودهم خاصة عقب تحقيق النصر في حرب أكتوبر 1973، من خلال المحاولات المتكررة لتأسيس تجمعات سينمائية عربية مثل اتحاد السينمائيين العرب أو اتحاد السينمائيين التسجيليين العرب أو اتحاد النقاد السينمائيين العرب وغيرها.
وتابع أن فترة السبعينات من القرن الماضي شهدت كذلك تحركات العديد من السينمائيين العرب الشباب لوضع صيغة موحدة لعقد مؤتمر عربي تحت شعار طموح وهو “البحث عن السينما الوطنية”، بهدف النهوض بالسينما الوطنية والعربية وربطها بقضايا الواقع العربي وهموم الشعوب العربية، وتوفير التمويل الوطني سواء من خلال مؤسسات القطاع العام أو مؤسسات القطاع الخاص المعنية بالأمر، وعرض هذه الأعمال عبر قنوات العرض والتوزيع الوطنية مثل صالات السينما ومحطات التليفزيون في كافة الدول العربية في توقيت واحد.
وأوضح مدانات أن معظم هذه الجهود والأحلام تبخرت مع تشرذم السينمائيين العرب ووقوع بعض الخلافات بين بعض الدول العربية، ليتوقف السينمائيون عن محاولات البحث عن حلول جماعية لقضية السينما الوطنية العربية، ولم تعد قضية البحث عن سينما بديلة أو سينما وطنية مطروحة، مشيرا إلى أنه مع هذه الأجواء بدأ التمويل الأجنبي يطرح نفسه بديلا للمشروع العربي السينمائي المشترك والوقوف في وجه السينما الوطنية.
من جانبه ، طالب مهند البكري مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، بضرورة إعادة مصطلح السينما الوطنية العربية للصدارة مرة أخرى، والعمل على تفعيله على أرض الواقع، معربا عن استعداد الهيئة للتعاون في هذا الاتجاه.
وقال البكري إن الهيئة تأسست منذ 20 عاما كهيئة مستقلة غير خاضعة لأي جهة حكومية، وتتولى تطوير صناعة السينما في الأردن على كافة المستويات، وحققت خلال الفترة الماضية نجاحات كبيرة، مضيفا أن الأردن يشهد حاليا صناعة سينمائية حقيقية، فخلال السنوات العشر الماضية تم ترشيح أكثر من فيلم أردني لجائزة الأوسكار، فضلا عن تحقيق دور العرض السينمائي لإيرادات قوية مقارنة بالفترات السابقة.
وأشار البكري إلى أنه منذ عام 2007 وحتى الآن تم تصوير 121 فيلما عالميا على الأراضي الأردنية بإجمالي تكاليف بلغت 500 مليون دولار تم إنفاقها في الأردن، كما وفرت هذه الأفلام أكثر من 126 ألف فرصة عمل.
المصدر: أ ش أ