مع بداية خطواته على مسار تكثيف المشاورات مع أطراف النزاع الليبي، منذ أمس الأحد، وضع مارتن كوبلر، المبعوث الأممي الجديد لدى ليبيا، القوى والأطراف السياسية ومشايخ القبائل الليبية، أمام خيارين: القبول بتنازلات الحل السياسي، أو مواجهة مخاطر تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي عدته أطراف الصراع في ليبيا تهديدا صريحا بوجوب الموافقة على مسودة تشكيل الحكومة الجديدة والمجلس الرئاسي.
وحسب تصريحات دبلوماسي إيطالي مارتين أورولايني لوكالة الأناضول التركية، فإن “كوبلر” بدأ مهمته بتحذيرات محددة للقوى الليبية، وهي أنه لن يعيد فتح المسودة التي تم التوافق عليها دوليا وفقا لصياغة المبعوث الأممي السابق لدى ليبيا “برناردينو ليون”، ولن يحدث تغيير في المسودة، وأن هدف المشاورات الآن هو الوصول إلى تسوية نهائية وصدور قرارات سريعة، والتحذير الثاني من مخاطر تنظيم داعش الذي بدأ الزحف إلى ليبيا بعد المواجهات الدولية في سوريا.
وكشف الدبلوماسي الإيطالي أن “كوبلر” عرض أمام الفرقاء في ليبيا معلومات استخبارية عن توجه تنظيم داعش لنقل قواعده وعناصره إلى ليبيا هروبا من سوريا وشمال العراق، ويستعد لحشد قواه داخل الأراضي الليبية، وأن على الأطراف الليبية التوصل لاتفاق سياسي بأقصى سرعة حتى يمكن توحيد القوى لفرض الاستقرار في ليبيا، واعتراض خطة داعش التي ستضع ليبيا أمام مآزق أمنية وعسكرية مع دول الجوار التي تستهدفها التنظيم الإرهابي وعلى امتداد الحدود الليبية التي تتجاوز 2000 كيلومترا في الشرق والغرب، وليس هناك خيار متاح سوى التوافق على المسودة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي.