يواجه رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى ميشيل جوتوديا ضغوطات متزايدة لدفعة إلى التنحي عند حضوره قمة أفريقية أقليمية الخميس.
ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فقد قاد فشل جوتوديا في وقف العنف المطرد بين المسيحيين والمسلمين في بلاده إلى زيادة التوقعات من أنه قد يدفع إلى التنحي.
غير أن مسؤولين في جمهورية أفريقيا الوسطى يقولون إن استقالته ليست مطروحة على جدول أعمال قمة المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا التي ستقام في تشاد المجاورة.
وكان متمردو سيليكا ساعدوا في الإعداد لانقلاب في مارس جاء بجوتوديا إلى السلطة ليصبح أول رئيس مسلم للبلاد.
وأجبر الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي الذي ينتمي إلى الغالبية المسيحية في البلاد على الرحيل إلى المنفى خارج البلاد، وأنحدرت البلاد في الفوضى بعد الاطاحة به.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أفريقيا الوسطى تنحدر إلى “كارثة إنسانية” مع استمرار العنف المطرد في البلاد.
وقال أحمد علامي الأمين العام للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا إن المجموعة ستخبر جوتوديا إن حكومته المؤقتة لم تعد فاعلة.
وأضاف علامي متحدثا في العاصمة التشادية نجامينا “إذا كنت غير قادر أو كنت بلا حول أو قوة في مواجه الوضع، إفسح المجال لآخرين ممن يمكنهم أن يقوموا بعمل أفضل”.
وأشار الأمين العام إلى أن المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا “قد لا تستطيع الاستمرار في دعم المرحلة الانتقالية”.
على أنه قال أيضا إن “تغيير النظام” لم يكن هدف لقاء المجموعة.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مصدر مقرب من جوتوديا قوله “لقد نفذ صبر قادة جمهورية أفريقيا الوسطى معه. لقد انتهى الأمر بالنسبة له الآن”.
كما نقلت الوكالة ذاتها عن مسؤولين فرنسيين قولهم إن القمة ستناقش مختلف الخيارات لمواصلة الانتقال، ومن بينها تولي رئيس المجلس الوطني الانتقالي السلطة أو أو تخويل رئيس الوزراء نيكولاس تيانجاي إدارة البلاد حتى موعد الانتخابات القادمة.
وعلى الرغم من أن جوتوديا حل رسميا ميلشيا سيليكا، إلا أنه اثبت أنه غير قادر على ضبطهم.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم منذ ديسمبر فيما نزح نحو 935 ألفا من منازلهم في جميع أنحاء البلاد، ويحتاج نحو 2.2 مليون آخرين لمساعدات إنسانية.
ويقول مراسلون إن الوضع الأمني لعامة السكان شهدا تدهورا كبيرًا وسط أعمال العنف الطائفية التي اندلعت عندما تسببت ميليشيا سيليكا في موجة قتل وسرقة ضد الأغلبية المسيحية منذ أن تولى جوتوديا قيادة البلاد.
وقد نشرت فرنسا 1600 من عديد قواتها من أجل إنهاء أعمال العنف الدائرة، لكن الصراع لا يزال مستمرًا.
ويوجد نحو أربعة آلاف من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وحذرت الأمم المتحدة، الإثنين الماضي، من أن البلاد على شفا كارثة، وقالت إن نصف سكان بانغي، البالغ عددهم 513 ألفا، اضطروا للنزوح من منازلهم، هربا من أعمال العنف.
المصدر: الوكالات