كشف تقرير لـ”مكتب المساءلة الحكومي” GAO، المقرر نشره في يوليو المقبل، أن الجهود الرامية لتطوير منظومة دفاع جوي مدمجة طويلة المدى لازالت تعاني وتواصل كفاحها من أجل الاستمرا، في أعقاب فشل تجربتين من ثلاث تجارب طيران أجريت لدمج وتشبيك منظومة بطاريات صواريخ “باتريوت” مع منظومة “دفاع جوي صاروخي أرض- جو مضادة للصواريخ الباليستية” THAAD، المعروفة اختصاراً بـ”ثاد “.
وقالت دورية “ميليتري ووتش” الأمريكية نقلاً عن التقرير، إن فشل التجربتين المشار إليهما يعود إلى إشكالات تتعلق بالبرمجيات (السوفت وير) الخاصة بدمجهما.
تتسم منظومتا صواريخ “باتريوت” و”ثاد” بأن لهما مهاماً ميدانية متكاملة؛ إذ صممت الأولى لاستهداف الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى أثناء انطلاقها على ارتفاعات منخفضة، بينما صممت المنظومة الثانية لإسقاط الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى وما فوقها أثناء انطلاقها على ارتفاعات متوسطة، بمستويات أعلى مما تستطيع صواريخ “باتريوت” إسقاطها.
تعد صواريخ باتريوت أرخص وأوسع انتشاراً وأكثر براعة وتفوقاً، كما أنها صممت أيضا لتحييد المقاتلات والطائرات، رغم أن أداءها كان محل تساؤلات خطيرة بسبب إخفاقات ميدانية وقتالية مهمة في الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لدى تصديها لأهداف معينة؛ وشملت عجزها عن التصدي لطائرات مسيرة شبحية إيرانية الصنع حلَّقت في أجواء إسرائيل، وأيضاً أمام صواريخ أطلقها تحالف جماعة “أنصار الله ” (الحوثيون) ضد السعودية، علاوة على فشلها في التصدي لهجمات صواريخ “سكود” في العراق حيث كانت تنشر هناك طرازات قديمة من بطاريات صواريخ “باتريوت” في عام 1991.
وتقول الدورية الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية إن التجارب الجوية الثلاث لتشبيك منظومتي “ثاد” و”باتريوت” ودمجهما معاً، التي أجريت في أكتوبر 2019، وفبراير 2020، وأكتوبر 2020 ونفذتها “وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية” والجيش الأميركي، استهدفت دعم “قدرات إقليمية عاجلة يطلق عليها منصة باتريوت- للإطلاق عن بعد”.
لم تفلح من التجارب الثلاث سوى تجربة واحدة فقط، بيد أنها شهدت استخدام “باتريوت” لوسائلها الاعتراضية معتمدة على بيانات رادارات تابعة لمنظومة “ثاد”، فيما اعتبر إنجازاً جديداً.
وتؤكد الدورية أن دمج منظومات الدفاع الجوي المتنوعة وتشبيكها ينطوي على منافع كبرى بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، لعل أبرزها إمكان استخدام منظومات “ثاد” THAAD الأميركية في كوريا الجنوبية، ومنظومات “أيجيس” AEGIS التي تنُشر بواسطة قوات البحرية الأميركية في شرق آسيا، على نحو سيوفر بيانات تساعد على توجيه منظومات الدفاع المضادة للصواريخ الباليستية في الأراضي الأميركية نفسها وإرشادها للتصدي لهجمات من منصات إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى من الصين أو كوريا الشمالية.
وفي ضوء استخدام التجارب الصاروخية الأميركية، وبشكل متكرر، لأهداف مزيفة غير واقعية تستخدم مسارات طيران متوقعة ولا تتمتع بمعايير مواجهة جوهرية، فقد أثيرت انتقادات وتساؤلات بشأن مدى فعالية منظومات الدفاع الجوي، حسبما قالت دورية “ميليتري ووتش”.
المصدر : أ ش أ