تلقت تركيا صفعة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية ، فبعد أن قررت واشنطن بالأمس القريب عدم بيع المقاتلات المتطورة (إف – 35 ) لتركيا كرد فعل على شراء الأتراك منظومة الصواريخ الروسية (إس – 400) و إمهالهم حتى نهاية يوليو المقبل ، قررت واشنطن كذلك إنهاء الشراكة مع الجانب التركى فى برنامج إنتاج مكونات المقاتلة (إف – 35) اعتبارا من العام 2020 ، و قالت مصادر دفاعية أمريكية إن البنتاجون قد بدأ بالفعل في البحث عن شركاء جدد كبديل عن الشركاء الأتراك فى برنامج إنتاج و تطوير المقاتلة (إف – 35 ) للحلول محل الموردين الأتراك وذلك على الرغم من ضآلة الإسهام التركي في هذا المشروع .
كذلك قرر البنتاجون استبعاد تركيا من اجتماعات المائدة المستديرة السنوية المقررة هذا الشهر للمجلس التنفيذى لبرنامج إنتاج المقاتلات (إف – 35) الذي يضم كل الشركاء الدوليين للولايات المتحدة فى إنتاج هذه الطائرة .
وفى ضربة موازية، قررت وزارة الدفاع الأمريكية وقف برنامج تدريب الطيارين المقاتلين الأتراك على استخدام المقاتلات (إف – 35 ) بصورة فورية و إنهاء وجودهم بمراكز التدريب الأمريكية و منعهم من الاطلاع على معلومات التشغيل الدقيقة للمقاتلة التي يطلق عليها مسمى (الشبح) لقدرتها على التخفي الراداري .
وقد كشفت عن ذلك دورية ( ديفنس نيوز)الأمريكية استنادا إلى خطاب صادر عن باتريك شانهان القائم بعمل وزير الدفاع بتاريخ السادس من يونيو الجارى يبلغ فيه الأتراك بوقف تدريب طياريهم على هذا النوع من المقاتلات مع طلب سرعة سحبهم من قاعدتين جويتين في ولايتي أريزونا و فلوريدا بالولايات المتحدة حيث كانوا يتدربون ، كذلك تم سحب الكتب الدراسية الخاصة بنظم تشغيل المقاتلات إف – 35 من أيدي المتدربين الأتراك تحسبا لتسريبها ، كذلك احتوت مذكرة القائم بعمل وزير الدفاع الأمريكى على تهديد بأن توقف الولايات المتحدة تدريباتها العسكرية المشتركة مع الجيش التركي على الأراضى التركية فى إطار برامج التدريب المشترك الثنائية لدول حلف شمال الأطلنطى .
وأوقفت واشنطن تدريب 20 طيارا تركيا على الطائرة (إف – 35 ) بدءا من يونيو الجاري وهو قرار يسرى بصورة فورية حيث كان من المقرر أن ينهى المتدربون دورتهم بحلول يوليو المقبل ، وهو الشهر الذى أمهلت واشنطن فى الحادي و الثلاثين منه أنقرة للعدول عن شراء الصواريخ الروسية ( إس – 400) كذلك كان مخططا أن تستقبل مراكز التدريب الأمريكية 14 طيارا في الفترة من يوليو و حتى نوفمبر من العام الجاري للشىء ذاته وهو ما تقرر إلغاؤه أيضا بصورة نهائية .
كانت تركيا – وهى عضو فى حلف شمال الأطلنطى – تطمع من وراء تلك الشراكة في شراء المقاتلات الأمريكية (إف – 35 ) بأسعار تفضيلية باعتبارها شريكة فى برنامج تطوير تلك المقاتلة وذلك بإجمالي مئة مقاتلة ، فضلا عما تعلقه أنقرة على هذا المشروع كمظهر دعائي لها كشريك لمنتجي السلاح الكبار فى العالم ، لكن خبراء في مجال الصناعات الجوية في واشنطن قالوا في مقابلة مع دورية / ديفنس نيوز / الأمريكية إن إجمالي الإسهام الترك في إنتاج مقاتلات ( إف – 35) متواضع جدا و لا يعادل ما تتطلع إليه تركيا من الشراء بأسعار تفضيلية كشريك .
ويقول الخبراء إن الإسهام التركي في برنامج إنتاج مقاتلات (إف – 35 ) يعد هامشيا ولا علاقة له بتكنولوجيا تلك المقاتلة التي تعد سيدة مقاتلات الجيل السادس ، فمن بين 937 جزءا تتكون منه تلك المقاتلة لا تسهم الشركات التركية سوى بإنتاج عجلات الهبوط والجزء الأوسط من بدن الطائرة ، وفى المقابل تنتج المصانع الأمريكية عالية التقنية 400 مكون من مكونات إنتاج المقاتلة (إف – 35 ) غالبيتها ذات تكنولوجيا عالية وربما محظور الكشف عنها ، أما باقي مكونات المقاتلة فيتولى توريدها مصنعون من مختلف بلدان العالم الشريكة في البرنامج ومعظمهم من الاتحاد الأوروبى ، و تعد مؤسسة الصناعات الجوية التركية روكستان، ومؤسسة توساس وهى مؤسسة تركية متخصصة في إنتاج المحركات من أبرز المؤسسات التركية الداخلة في برنامج الشراكة لإنتاج المقاتلة (إف – 35 ) وهى الشراكة التي سيفقدانها بموجب الإجراءات الأمريكية الأخيرة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)